د. إسلام جعفر يكتب: التحليل الفني والتأريخى لفيلم نتفلكس عن كليوبترا
فيلم ديكودراما يجمع بين الفيلم الوثائقي والدراما ولكنه فشل في كلاهما فشلا ذريعا .
في الجانب الوثائقي نجد مجموعة من المتحدثين خبراء المقاهي مثل خبراءنا يدلون بمعلومات غير منطقية وأقرب للتخريف.
فطبقا لكلامهم كليوبترا من البطالمة، ولكنها سوداء هل هناك يوناني أسود؟ ثم يظهر ابوها بطليموس١٢ أسود وأخواتها سود وجميع الأسرة الحاكمة المفروض أنها بطلمية سوداء.
ثم تهرتل العالمة أو بتشكيل آخر العالمة بأن مصر كان بها ٣ مجموعات من السكان مصريين وبطالمة ويهود.
ألم يخرج اليهود من مصر مع سيدنا موسى؟.
ثم يتمحور كلامهم حول دفاع كليوباترا عن المصريين وهى حاكمه الأجنبي والذى يكرهه كما قالوا أيضا.
ونجدهم يتحدثون عن تفاصيل دقيقه جدا دون أن يذكروا مصادرهم والتي أعتقد إنه من الصعب جدا أن يكون هناك من أرخ لها.
ثم يستمر العبث ويقولوا أن كليوباترا آخر الملكات الفرعونية والجميع يعرف أن الفرس دخلوا مصر لينهوا عصر الأسرة الثلاثين الفرعونية والحكم الفرعوني بأكمله ثم دخل الإسكندر ثم أستمر حكم البطالمة حوالى قرنين فكيف تكون آخر ملكات الفراعنة يا ظلمة؟!
والمقارنة بين الشرق المتقبل لجميع الأعراق والأجناس دون تفرقة عنصرية ويحفظ حقوق المرأة حتي أنها ملكه ولكنه يعشق الديكتاتورية فالحاكم إله والغرب الديمقراطي الذى يرفض الحكم المطلق ولكنه عنصري ويحتقر المرأة. لو المتكلم مجنون فالمستمع عاقل.
أما علي صعيد الدراما فحدث بلا حرج
فأعتقد أن ميزانية الأربع حلقات لم تتجاوز ٢ جنيه ونصف، فلم نشهد حصان واحد في كل المعارك الحربية التي تكررت في كل الأحداث ثم اللقطات الأرشيفية من أحد الأفلام الحربية التي لم تتوافق مع الفيلم.
وافتقدت الحلقات لسعد الصغير ودينا لكن البطلة قامت بواجبها في لقطات جنسية مع يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، وهى لقطات في حد ذاتها مضحكة لأنها مستمدة من أحد أفلام البورنو، وكيف لهم في هذا الزمن أن يقوموا بتلك الأشياء.
ثم نجد الأزياء ترضى كل العصور لأنها من كل العصور، فكليوبترا تتقمص دور شاكيرا وترتدى أزياءها ونجد ملابس الحرب من العصر الفيكتوري ومن فيلم فجر الإسلام ومن العتبة أيضا فالشعب ما شاء الله محجب والأسرة الحاكمة مصيفة ولا نعرف ملابس الرومان من البطالمة من العجم والعرب.
وقد خرجنا من الحلقات بأن كليوباترا عاشقة للسلطة وعادة ما تنام مع قادة روما وتنجب منهم ثم تجرجرهم في المحاكم للاعتراف بأولادهم.
والتأكيد أن المؤرخين سوف يجدوا خرقا واضحا للمنطق من خلال مراجعة المعلومات التاريخية.
وفى النهاية نفذت هذه الحلقات ليست لتشويه التاريخ ولكن لتدمير المستقبل وتسميم أفكار الجيل فالهدف هو أن يرجع الفراعنة إلى النوبة وآلا يوجد جنس مصري وإنما أفريقي، وذلك تمهيد لخلق أزمة أقلية النوبة وتقسيم مصر ومن جهة أخرى فأن أصولنا العربية مستعمرة لمصر. إذا سلكنا هذا المسلك فيجب أن نرجع حكم الأميركتين وأستراليا لسكانهم الأصليين وإنما نحن مزيج من حضارات مختلفة ولن ننساق للتفتيت.
الحلقات أضعف من فيلم عليا الطرب بالتلاتة ومن أغنية بحبك يا حمار.
أتمنى الحمار اللي عمل الحلقات يحذفها من نتفليكس لأنها تذل وتهين هذه الشبكة.