المفتي: غياب المنهجية الأزهرية عن جماعة الإخوان من أسباب ضلالهم وانحرافهم
متابعة – غرفة التحرير
قال مفتي مصر الدكتور شوقي علام، في ذكرى 30 يونيو، إن “فكر الإخوان غريب على البيئة المصرية، لذا لم تنجح جماعتهم في احتواء الشعب المصري”.
وقال مفتي مصر، في تصريحات تليفزيونية ، بمناسبة ذكرى 30 يونيو “إن الدين نزل لهداية البشرية لا لاستغلاله، فإذا استُغل الدين من أجل أغراض سياسية كما تفعل الجماعات المتطرفة والإرهابية، كجماعة الإخوان، تكون هناك مخالفة للشرع الشريف، وتكون هناك جريمة قد ارتكبت في حق هذا الدين، لأن الإسلام يستوعب الجميع،
فالدين جاء ضابطا لأمور الحياة جميعا، ولذلك لا يجوز لأحد أن يستغله ، ويقول أنا وحدي فقط الذي يمكنه أن يفسر هذا الدين، وأن أضبط به حركة الحياة من وجهة نظري أنا”.
وأضاف أن “المتدين الحقيقي هو ذلك المتبع للمنهج الشرعي الصحيح، المأخوذ عن العلماء،
وهذا المنهج هو ما عبر عنه ابن عباس حين أخبر الخوارج أنه جاءهم من عند الصحابة، الوارثين للعلم عن النبي الكريم، وورثوه للتابعين وتابعيهم حتى وصل إلى الأزهر الشريف. ذلك المنهج الصحيح الذي يربط بين الشكل والمضمون بوضوح تام، ولا يفصل بحال بينهما”.
وشدد المفتي على أن “المنظومة الإسلامية كلها تركز على الجوهر أكثر من الشكل، والمسلم المتدين الحقيقي كذلك شخصيته واحدة في العلن والخفاء، فلا يستغل جانبا لتحقيق مصلحة ما، ولذلك كان الإنسان المستغل لحاجة الناس عن طريق الدين، غاشا للناس”.
وتعجب مفتي الجمهورية من “أصحاب التدين الشكلي الذين يزعمون الاختصاص بالحق من دون سائر الخلق، رغم أن شريعة الإسلام تشهد للأمة كلها بالخيرية، فجماعات التشدد تخص نفسها بالهداية والاستقامة، وترمي الناس بالزيغ والهلاك والخطأ”، مثلما أضاف.
وأكد المفتي أن “فكر الإخوان غريب على البيئة المصرية، ولذا لم تنجح جماعة الإخوان في احتواء الشعب المصري، ولا الاندماج معه، لأن فكرهم ومنهجهم قائم على الاستعلاء والاستكبار”.
وأوضح مفتي الجمهورية أن “الإخوان احتكروا الحقيقة والحق لأنفسهم، بل احتكروا اسم الإسلام لجماعتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى الحكم بجاهلية المجتمع، وبالتالي تبرير الصراع والصدام مع الشعب”.
وأضاف أن “المصريين انطلقوا في مثل هذا اليوم المجيد الثلاثين من يونيو فأعلنوا رفضهم لاستمرار العقد الاجتماعي الذي مكن هذا الفصيل من السلطة السياسية للدولة المصرية، لعدم التزامهم بحب الوطن وتحقيق مصالحه”.
كما أشار إلى أن “غياب المنهجية الأزهرية عن جماعة الإخوان كانت من أسباب ضلالهم وانحرافهم، تلك المنهجية التي تعد بمثابة المنهجية التدريجية، فيتعلم الطالب في البداية مبادئ العلوم بحفظ المتون مع حفظه للقرآن الكريم والسنة المطهرة، ثم ينتقل إلى دراسة علوم أوسع وأعمق وبشيء من التفصيل”.
وأكد المفتي على “أهمية المنهجية الأزهرية والبيئة الأزهرية في تشكيل عقل ووجدان الطالب الأزهري، فدراسة الآراء المتعددة في الفقه واللغة والعقيدة يرسخ فكرة التعايش، وقبول الآخر عند الطالب الأزهري، وكذلك مجاورته لطلاب من أجناس مختلفة، فكل هذه الظروف تكوّن إنسانا متوائما وقابلا بالفعل للتعايش مع كل الرؤى، ولا يعرف الإقصاء الذي يعد من أبرز سمات جماعة الإخوان”.
كما أوضح فضيلة المفتي بالقول “لن تجد أزهريا معتبرا يؤيد أو يوافق هذه الجماعة، بل تواتر عن علماء الأزهر جيلا بعد جيل رفضهم لأفكارهم”، مشيرا إلى “المضايقات السابقة من هذه الجماعة للأزهر وللإفتاء المصرية، وحتى الآن، فالذباب الإلكتروني لا يتوانى عن الهجوم على دار الإفتاء المصرية فور التنديد بأفعالهم الشنيعة المخالفة للدين”.
واختتم المفتي: “إن الجماعات المتطرفة عموما تنطلق من نفي فكرة الوطن، إنهم لا يعترفون بالوطن، ولكن يعترفون بالتدمير والهلاك والإضرار بالمجتمع كما فعلوا من أعمال قتل وحرق للمساجد والكنائس”، مشيرا إلى أن “انتماء الإنسان إلى المكان الذي ولد فيه فطرة إنسانية فطر الناس عليها، فالإنسان مجبول على حب الأوطان، والنصوص الشرعية من قرآن وسنة نصت على ذلك، ومن يقولون إن الوطن حفنة من التراب يتجاوزون في حق الأوطان في إساءة منهم لتاريخ الإنسان والمكان الذي ولد فيه، فإن حب الوطن جزء من الإيمان”.