دائما مايتم بناء الدول والمجتمعات بأيدى أبنائها فمن ذا الذى سيقوم بتعمير البلد الذى يعيش فيها سوى الذى يعيش فيها إن الإنسان يعمل وينتج من أجل أن يعيش.
فهل هناك علاقة بين العمل التطوعي وبين أن يعيش الإنسان؟
يُعد العمل التطوعي من الأعمال التى تعتمد عليها دول ومؤسسات كبرى بهدف تحقيق تنمية شاملة فى العديد من المجالات معتمدة فى ذلك على رغبة الفرد فى تحقيق ذاته ورغبتة فى تنمية البيئة المحيطة به فلا يمكن أن يعيش الإنسان دون أن يشعر انه ينتمي لكيان أكبر منه إذ يعزز العمل التطوعي هذا الشعور لدى الفرد ويشبع لدية مشاعر الإنتماء للمجموعة ويعزز لدية القيم المجتمعية والإنسانية وعلى رأسها المشاركة المجتمعية حيث يولد الفرد بإحتياج أساسي لابد من إشباعه بشكل جيد وإذا لم يُشبع بما يتناسب مع قوة الإحتياج ينتج عن ذلك تصدع فى الشخصية ويسمي هذا الأحتياج فى هرم الإحتياجات لعالم النفس “ماسلو”الرغبة فى الإنتماء ويعمل العمل التطوعي على تحقيق هذه الرغبة مما يؤدى الى تحقيق الشعور بالأمان وهذا هو الهدف من العمل التطوعي تحقيق مبدأ العيش والأمان.
والكثير من دول العالم تقوم بتدريس ثقافة العمل التطوعي وتبني لها مؤسسات تعمل على فتح أبوابها أمام الراغبين فى الإنضمام لها وهذا أن دل فإنه يدل على أهمية العمل التطوعي فى بناء المجتمع وهناك العديد من الفوائد العائدة على المشاركين فى العمل التطوعي ومن أهمها تعزيز القيم الإنسانية تعزيز الترابط الأجتماعي تعزيز الصحة النفسية للفرد نتيجة شعورة بعمل الخير وترسيخ ثقافة العطاء لدية والتى تعود عليه بمشاعر الرضا الذاتي أيضا الإستفادة من الوقت وعدم إهداره فى أمور لافائدة منها وبناء علاقات إيجابية مع الأخرين
الى جانب تنمية المهارات الشخصية والقيادية والتى تؤهل الفرد بعد ذلك الى المشاركة فى صناعة القرار فى المؤسسة التى ينتمى لها
وتعمل الدولة المصرية على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى أبنائها وذلك من خلال انشاء العديد من مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسهم مؤسسة حياة كريمة التابعة لرئاسة الجمهورية وقد تجلى تأثيرها منذ إطلاقها وتضم لديها آلاف المشاركين فى العمل التطوعي وأفرزت منها كوادر مؤهله للعمل العام وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا إيمان الفرد بأهمية العمل التطوعي وإقبالة على المشاركة فى تنمية بلاده.