ابتكر المصريون القدماء العديد من الوسائل لمقاومة حرارة الصيف والحفاظ على راحتهم في ظل الحياة في بيئة قاسية، حيث عانوا من ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الصيف.
برزت عبقرية المصريين القدماء في مجالات عديدة، أهمها الهندسة والبناء، فتمكنوا من تصميم مباني تحافظ على درجة الحرارة ثابتة طوال العام دون الحاجة إلى كهرباء، ما يجعلهم رواد تقنيات تبريد الهواء قبل قرون من اختراع التكييف.
مقاومة الحر بتصميمات ذكية
تميزت المباني المصرية القديمة بالعديد من الخصائص المعمارية الفريدة التي مكنتها من مقاومة درجات الحرارة المرتفعة، فكان لكل مبنى واجهة بحرية وقبلية، مع وجود فتحات تهوية محسوبة بدقة لتوجيه الهواء البارد داخل المبنى وسحب الهواء الساخن خارجه.
استخدام الطوب اللبن
كما اعتمد المصريون القدماء على الطوب اللبن في بناء المنازل وقصور الملوك، لما يتمتع به من خواص عازلة للحرارة، نظرا لسُمك جدران المباني المصنوعة من الطوب اللبن، بالإضافة إلى ارتفاعها وقربها من مصادر المياه مثل نهر النيل، مما ساهم في الحفاظ على برودة داخلية لطيفة على مدار العام.
اصطياد النسيم
ابتكر المصريون القدماء طريقة لاصطياد “نسيم الهواء”، تمثل في استخدام “مصائد الرياح” لخلق نظام تهوية طبيعية داخل المباني.
وهي عبارة عن “ماسورة” تُركب أعلى المبنى، وهي تتميز بوجود فتحة في مواجهة اتجاه الرياح السائدة، بهدف استغلال طاقتها الحركية.
وبفضل هذا التصميم العبقريتستطيع هذه “الماسورة” اصطياد الرياح من أعلى المبنى، حيث تكون أقوى وأبرد، ثم توجيهها إلى الأسفل داخل المبنى.
ويعود استخدام هذه التقنية إلى عام 1300 قبل الميلاد، فقد صُورت بدقة في الرسومات الجدارية لمنزل “نب آمون” بمقابر تل العمارنة في الأقصر، والتي تُعرض حاليا في المتحف البريطاني.
الملاقف الهوائية
ابتكر المصري القديم أيضا “الملاقف الهوائية”، لمكافحة الحر وتوفير التهوية الطبيعية للمنازل.
تتكون الملاقف من ألواح مُثبتة بإطار خشبي و موجهة للرياح تسمح بدخول نسيم الهواء، ما يُسهم في ترطيب المنزل وإنعاش أجواء الغرف وتجديد الهواء وكذلك إدخال الضوء للمنزل.
تُوضع الملاقف أعلى الصالة الكبرى، التي يكون سطحها أعلى من سطح باقي صالات المنزل، ويرفع سقفها على عمودين أو أكثر.
المراوح
إلى جانب الملاقف الهوائية، ومصائد الرياح استخدم المصريون القدماء المراوح لمكافحة الحر.
وتُظهر الرسومات على المعابد المصرية استخدام المراوح بكثرة، كما عُثر على بعض النماذج المنحوتة منها.
صُنعت المراوح من خشبة طويلة، تنتهي بعود من ريش النعام، كان يُحضر خصيصا من النوبة للملوك.
الحيل الفرعونية لمكافحة حر الصيف
اعتاد المصريون القدماء على تغطية النوافذ والأبواب باستخدام “الحصير” لمنع دخول الحرارة، والتراب، والذباب، كان يُبلل الحصير بالماء لتبريد الهواء الداخل من خلال النوافذ، وزيادة رطوبته.
و كان للنساء في الحضارة المصرية القديمة وسائلهن المميزة لمقاومة ارتفاع درجات الحرارة، ومنها ما سمي “مخروط العطور”، الذي يتكون من مواد عطرية تذوب بفعل حرارة الجو، ما يُضفي شعورا بالانتعاش على الشعر والجسم.
بالإضافة إلى، ارتداء ملابس مصنوعة من الكتان الطبيعي الرقيق الأبيض، للتغلب على حرارة الجو، وامتصاص العرق وتوفير شعور بالبرودة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
كما اعتاد المصريون القدماء في الأوقات الحارة، على تقديم المشروبات الرطبة وغالبا ما كانت مصنوعة من الأرز، والتي تعرف حاليا باسم “السوبيا”.
واستخدموا العطور لمكافحة رائحة العرق في فصل الصيف.