تعيين اللواء عباس كامل مبعوث خاص لرئيس الجمهورية.. ما هي مهامه وطريقة اختياره
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتعيين اللواء عباس كامل في منصب مستشار لرئيس الجمهورية منسقاً عاماً للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.
ما أثار عدة تسأؤلات عن طبيعة مهام المبعوث الخاص ومنسق الأجهزة الأمنية وكيفية اختياره.
بعض الدول الكبرى لديها تقليد يتمثل في تعيين مبعوث خاص، للاهتمام بشأن دبلوماسى محدد.
حيث جرت العادة على تعيين المبعوث لملف معين، كمحادثات سلام في نزاع ما أو بهدف الوساطة في أزمة محددة.
ومن أهم الدول التى تتبنى هذا النهج الدبلوماسي، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا، حيث تقوم كل دولة منهم بتعيين مبعوثين خاصين لمناطق وقضايا وأزمات معينة،ومحددة.
طريقة تعيين المبعوث الخاص للرئيس
يحق للرئيس تعيين المبعوثين الخاصين بشكل مرن للغاية، لا يستلزم موافقة مسبقة من البرلمان، ويمكن أن يعينهم من خارج هيكل الدبلوماسية المعتادة أو من داخله، وقد يكون لهم خبرة سابقة في الدبلوماسية أو الأمن أو القضاء، أو قد لا يكون لهم أي خبرة سابقة ويحظون فقط بثقته الشخصية.
يتولى الرئيس تحديد صلاحيات المبعوث الخاص التي عادة ما تكون متناسبة مع حجم المهمة الموكلة إليه، خاصة في إسداء الرأي بما يؤثر لاحقاً على عمل المؤسسات المختلفة.
ولعل هذه المرونة الكبيرة التى يتمتع بها الرئيس، في اختيار المبعوثين، يجعل لهم مكانة كبيرة في صياغة السياسة الخارجية، الخاصة بالملف الذي يتولونه، ويعتبرون كذلك بمنزلة جسور للتواصل المباشر مع الرئيس، بما يتخطى أي تقاليد دبلوماسية جامدة.
وعادة ما يتم اختيار المبعوثين الخاصين بصلاحيات ومدة محددة ويأتون في الأغلب من خلفية دبلوماسية أو برلمانية أو بحكم نشاطهم الملحوظ في خدمة المجتمع في مجال ابتعاثهم، وعادة ما يتلخص عملهم بالتقصي في شأن اختصاصهم، وتنسيق هذه الجهود مع نظرائهم الخارجيين، ثم تقديم بتقارير مفصلة تحمل توصيات بشأن كيفية تحسين السياسة الخارجية في الملف الموكل إليهم.
تباين الآراء حول المبعوث الخاص
تعرضت آلية اختيار المبعوثين لانتقادات عديدة، باعتبارها قد تؤدى إلى حالة من التذبذب فى الأداء الدبلوماسي.
فعندما يكون للرئيس مثلاً مبعوث خاص إزاء قضية ما، يكون إيقاع السياسة الخارجية سريعاً ومتفاعلاً، وعندما يغيب تخفت بالتبعية السياسة إزاء هذه القضية، الأمر الذى يعتبره البعض تداخلاً مع عمل وزارة الخارجية وأقسامها التى تهتم بالقضايا بشكل متوازن، فقد لا ينسق المبعوث الخاص مع الوزارة، وبالتالى تصبح الوزارة معزولة عن مجريات الأحداث، وأحياناً ينسق معهم، وبالتالى يصبح لهذه الأقسام قناة اتصال سريعة مع الرئيس عبر هذا المبعوث.
ترتبط فرص المبعوث الخاص في النجاح في مهمته، بمدى اتساع خبرته السابقة في الملف الذى يتولاه، ومدى قبوله لدى الأطراف الضالعة فيه، وهو ما يتوقف بالطبع على مدى الحياد الذي يتصف به في رؤيتهم.
كما تم استحداث منصب المنسق العام للأجهزة الأمنية فى مصر، الذي لم يكن لديه وجود من قبل، والذي يشغله لأول مرة في مصر اللواء عباس كامل.
حيث تمتلك مصر أكثر من جهاز أمنى، هذه الأجهزة الأمنية تتنوع نشاط هذه الأجهزة ما بين الخارج والداخل، فأصبحت الحاجة ماسة الآن لوجود منسق عام لهذه الأجهزة الأمنية بما يتسم مع طبيعة التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى من ناحية وانعكاس هذه التحديات على مختلف المستويات.
