“شواهد مصر” .. مبادرة لتوثيق القبور التاريخية التى تهدم في صلاح سالم
متابعة – فريد حمزة
في مبادرة توثيقية غير تقليدية، ومع ظاهرة المساس بالمقابر والأضرحة والأحواش التاريخية، أطلق العديد من الخبراء خطة بمساعدة الدكتور مصطفى الصادق وإبراهيم طايع و محمد عبد الملك بعنوان مبادرة “شواهد مصر” للحفاظ على تراث مصر من خلال مبادرتها “توثيق و إنقاذ الآثار غير المسجلة بمشروع توسعة صلاح سالم”
المبادرة بدأت بإنقاذ شاهد يؤرخ بالعصر العباسي و ذلك بعد إكتشافه صدفة أثناء التجول لتوثيق تراث “قرافة الإمامين”، التى تم التعرض لها في صلاح سالم، حيث كان مستخدماً كحجر لبناء سور حديث بإستخدام طوب أحمر و أسمنت و لعل ذلك سبب حفظه كاملاً.
على الفور توجه المتخصصون لمكان الشاهد و توثيقه على حاله و من ثم فكه من الجدار بداخله، و لحسن الحظ أن الشاهد كاملاً قطعة واحدة من الرخام منقوش نقشاً غائراً يسيراً بالخط الكوفي المورق غير المنقوط -أي قبل كتابة النقط على الحروف-
و قد تم تبليغ وزارة السياحة و الآثار ممثلة في ا.د أبو بكر أحمد رئيس قطاع الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، حيث تم تسليمه بعد ذلك لمدير عام آثار منطقة الإمام الشافعي رانيا الشيوي.
وقال الخبراء المشاركون في المبادرة : نود توضيح إن المشروع لا يتعارض مع المشروعات القومية للطرق التي تقوم بها الدولة، بل هو مشروع يساعد في إنقاذ الآثار المهددة بالإزالة و توثيقه حتى يبقى للأجيال القادمة.
و توجهنا لمكان الشاهد بعد تسليمه و قمنا بتنظيفه من شوائب الأسمنت الملتصقة به على مدار أكثر من ٦ ساعات، حتى نستطيع قراءة النص كاملاً ، و التأكد من تأريخه، حيث ساعدنا في ذلك ا.د فرج الحسيني أستاذ الكتابات و النقوش الأثرية ، و كانت قراءته كالتالي:
“١- بسم الله الرحمن الر
٢- رحيم الله لا إله إلا هو
٣- الحي القيوم هو الحي
٤- لا إله إلا هو فادعوه
٥- مخلصين له الدين الحمد
٦- لله رب العلمين و هو
٧- الله لا إله إلا هو و له
٨- الحمد في الأولى
٩- و الآخرة و له الحكم
١٠- و إليه ترجعون هذا
١١- قبر أمامة ابنت محمد
١٢- بن يحيي بن خلد بن يحيي
١٣- توفيت يوم الجمعة لعشر ليا
١٤- ل خلون من ذي الحجة سنة تسع
١٥- و عشرين و مائتين”
و بالتالي صاحبة القبر هي سيدة عاشت بالفسطاط -عاصمة مصر آنذاك- إبان القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي اسمها أُمامَة ابنة محمد بن يحيي بن خُلد بن يحيي ، و توفيت في ١٠ ذي الحجة سنة ٢٢٩ هجرية الموافق ٢ من سبتمبر سنة ٨٤٤ ميلادية و دفنت بالقرب من الإمامين الليث بن سعد و محمد بن إدريس الشافعي و السيدة نفيسة رضي الله عنهم أجمعين.
وشكر المبادرون الخبيرين اللذين ساعدوهم المؤرخ أبو العلا خليل و وا.د فرج الحسيني الخبير بمجال النقوش و الكتابات الأثرية بكلية الآثار جامعة الأقصر على مساعداتهم في قراءة النص.
وشكروا كل المسؤولين بقطاع الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية و على رأسهم د. أبو بكر رئيس القطاع و مدير عام آثار منطقة الإمام الشافعي على إستجابتهم السريعة.
وشكروا المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث وعلى رأسهم ا.د عبد الحميد صلاح على مساعداتهم الفنية في المبادرة. وأيضا مركز طارق والي العمارة و التراث و ا.د طارق والي على مساعداتهم الفنية في المبادرة.
و شارك في التوثيق:
أ. حسام عبد العظيم
د. مصطفى الصادق
أ. سارة حسن
أ. إبراهيم طايع
أ. محمد عبد الملك
أ. عمر النعماني
لمتابعة أخبار المبادرة أولاً بأول اشتركوا في قناة المبادرة الرسمية على واتس اب من هنا
https://chat.whatsapp.com/J8tmJkkrTId1csHbxLIqfL
أو على تليجرام من هنا
https://t.me/WitnessesOfEgypt
من أجل توثيق هذا التراث وهذه الأثار، من أجل أجيال أخرى تقدر أكثر منا .