دور سناب شات في فوضى المراهقين الفرنسية
متابعة: غرفة التحرير
الفوضى التي تتواصل فيها أعمال العنف والشغب في فرنسا، إضافة إلى أعمال النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات ومراكز التسوق في عدد كبير من المدن ، من بين أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية بالطبع.
في مقال لجان مارك لوكلار في صحيفة لوفيجارو الفرنسية، نقرأ أن الإعلان عن تعبئة 40 ألف من رجال الشرطة والدرك وسجن العميد الذي قتل نائل يوم الثلاثاء في نانتير ودعوات المسؤولين على التهدئة لم يوقفوا رياح الغضب وأعمال الشغب التي تعصف بفرنسا من الشمال إلى الجنوب، وأفاد الكاتب أن رجال الشرطة الفرنسية تحت صدمة الأحداث ويشعر البعض منهم بالعجز نحو تسارع الأحداث.
وحذر أحد نواب محافظ ايل دوفرانس من الفلتان الأمني وخروج الأمور عن السيطرة في حال قتل في هذه المواجهات شخص آخر سواء من الشرطة أو الشباب.
وفي مقابلة مع الصحيفة يقول الشرطي “فلوران” إن ليلة الخميس إلى الجمعة تميزت بعنف كبير، وأعمال الشغب والنهب والحرق التي طالت المحلات والمراكز التجارية تدل على أن هذه الاعمال انتقلت من الغضب ضد الدولة ومؤسساتها إلى العنف المجاني الذي لا مبرر له.
فلوران أوضح أن الاستراتيجية المعتمدة من قبل رجال الشرطة إلى حد الآن تعتمد على الدفاع وليس الهجوم،
نحن لسنا في حرب يعلق الشرطي الذي أضاف أن عددا من رجال الشرطة اضطروا إلى الانسحاب من نانتير ومدن أخرى لأنهم كانوا وجها لوجه أمام أعداد كبيرة من المحتجين، وحياتهم كانت معرضة للخطر.
مسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز وتضخيم الاحتجاجات في فرنسا
اعتبر نيكولا بيرو في صحيفة لوباريزيان أن وسائل التواصل الاجتماعي خاصة سناب شات عبر خاصية سناب ماب كانت من بين أبرز الأسباب التي أججت أعمال الشغب والنهب، حيث التحق المحتجون من أعمار مختلفة بالأماكن التي نشرت منها مقاطع فيديو توثق عمليات تكسير ونهب وحرق المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية.
وفي نفس الموضوع صحيفة لوموند عنونت: مع الشبكات الاجتماعية، أعمال الشغب على البث المباشر ،وأشار كاتب المقال إلى أن 81% من مستخدمي سناب شات وتيك توك هم من الأطفال والمراهقين ،ويتبين من هذه الفيديوهات أن البعض كان مبتهجا ،ضاحكا ما يدل على أن أعمال الشغب والنهب لا علاقة لها بمقتل الشاب نائل ،وإنما هي أعمال انتقامية تخريبية تهدف إلى نشر الفوضى.
ايمانويل ماكرون يطلب مساعدة أولياء الأمور
صحيفة لوبينيون اعتبرت أن ارتفاع نسبة المراهقين الذين لا تتعدى أعمارهم الرابعة عشر عاما في أعمال الشغب يثير الاستغراب والتساؤل، وهو ما دفع بالرئيس الفرنسي لمطالبة الأهالي يتحمل مسؤولياتهم وعدم السماح لهم بالخروج، وهو ما طالب به عدد من السياسيين والمتحدثين باسم رجال الشرطة والدرك أيضا.
صحيفة لوباريزيان نشرت ريبورتاجا وثقت من خلاله شهادات بعض الآباء والأمهات، من إحدى ضواحي باريس، وقالت زينب إنها لا تسمح لابنها المراهق بالخروج ليلا، وأوضحت أن بعض العائلات للأسف فقدت السيطرة على تربية أبنائها ولم تعد تتحكم فيهم ولا تعرف شيئا عن تصرفاتهم، وحسب زينب هؤلاء وصلوا إلى هذه الحالة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي تدفع بالأب أو الأم إلى العمل لساعات طويلة ومتأخرة من أجل منح هؤلاء الأبناء ما يطلبونه في الحياة اليومية
الغضب، هل يبرر النهب؟
نقرأ في صحيفة ميديابارت الإلكترونية على لسان آلان بيرثو ،أستاذ الأنثروبولوجيا أنه خلال الأزمات الاجتماعية والأمنية التي مرت بها فرنسا خلال السنوات الأخيرة لم تسجل حالات النهب والسرقة كما حدث بعد مقتل نائل.
وأشار إلى أنه حتى عام 2005 قام المحتجون بتحطيم مداخل وواجهات مراكز التسوق ولكن لم يسرق شيئا ،وحسب الباحث يعود ظهور أعمال النهب إلى عام 2011 في بريطانيا ،ولكنها في فرنسا غير مرتبطة بالفقر أو الحالة الاجتماعية للمحتجين ،موضحا أن أعمال النهب في دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية تستعمل كوسيلة للتعبير عن رفض فساد السلطة ،لكن ما يحدث في فرنسا يقول بيرثو هو نوع من أنواع التعبير السياسي من قبل شباب ومراهقين يعتبرون أن السلطات لا تسمعهم إلا إذا استخدموا القوة لجذب الانتباه.