د.محمد نصر علام يكتب: الهدف الحقيقي من السد الإثيوبي”2_8″
خصص الكاتب الفصل الأول للمحددات العامة للعلاقات المصرية الإثيوبية. أولها كان المحدد المائي، فأشار الكاتب إلى أن إجمالى الموارد المائية فى مصر في حدود ٦٠ مليار متر مكعب فى السنة، وطبعا تقريبا مفيش أمطار.
ونصيب الفرد أقل كثيرا من الحد الأدنى للفقر المائي ، الذى يقدر بحوالي ١٠٠٠ متر مكعب فى السنة، حيث يبلغ نصيب الفرد فى مصر حوالى ٥٥٠ متر مكعب في السنة.
أما أثيوبيا، فأشار الكاتب إلى أن معظم تصرفات أنهارها تذهب خارج البلاد، وهذا ليس صحيحا ، كما سنشير إليه فيما يلي:
وذكر الكاتب أن نصيب الفرد في إثيوبيا يزيد حوالي ٣ مرات عن نصيب المواطن المصري من المياه. ولم يشير الكاتب إلى نصيب أثيوبيا الهائل من الأمطار، وهذه هى الطريقة الامريكية في نقل ما يريدون إثباته بالحق أو بالباطل.
فأثيوبيا يسقط عليها أقل قليلا من ١٠٠٠ مليار متر مكعب من الأمطار سنويا، أى حوالى ٢٠ مرة حصة مصر من مياه النيل.
ويكاد أن يبلغ استهلاك الثروة الحيوانية وحدها من المياه، في أثيوبيا، بما يزيد عن حصتى مصر والسودان معا من نهر النيل.
واشار الكاتب، إلى أن الأنهار الأثيوبية سواء داخل حوض النيل كالسوباط وعطبرة والنيل الأزرق، وكذلك داخل الأحواض والأنهار الأخرى المشتركة مع كينيا والصومال وجيبوتي، مشيرا إلى أنها تخرج محملة بالمياه إلى خارج الحدود.
وهذه مغالطة كبرى، وغالبا غير مقصودة لأن المياه ليست التخصص العلمي لسيادته، وطبعا لم يقرأ عنها بما يكفي.
فلم يشير الكاتب على الإطلاق لسدود جيب الثلاثة على نهر أومو المشترك مع كينيا، واستخدام أثيوبيا لمعظم مياه هذا النهر وإنشاء مزارع قصب السكر عليها، وتوليد الكهرباء وتصديرها لكينيا.
والأدهى والأمر قرب جفاف بحيرة توركانا الكينية ، والتي كانت تمثل المصب الطبيعي لنهر أومو.
ولم يشير الكاتب لسدود أثيوبيا على الأنهار المشتركة مع الصومال وجيبوتي واستخدام مياه هذه الأنهار تقريبا بالكامل، في الزراعة الأثيوبية، وجفاف المناطق الزراعية الصومالية وهجرة السكان.
ولم يشير الدكتور لبحيرة تانا الأثيوبية كثروة مائية ومخزون مائي ويستخدم في الزراعة وتوليد الكهرباء، والدكتور معذور لأن المياه ليست تخصص سيادته.
وذكر الكاتب أن المياه الجوفية المتجددة في أثيوبيا تقدر بأقل من ٣ مليار متر مكعب سنويا وهذا خطأ، والدراسات الإثيوبية الحديثة تؤكد أنها عشرات المليارات. وعلشان اشرحها لسيادة الدكتور، أفكره أن الأمطار حوالي ١٠٠٠ مليار متر مكعب، وكميات مياه الأنهار الخارجة من إثيوبيا على أقصى تقدير ١٠٠ مليار، وأثيوبيا بتاخد ١٥٠ مليار أو ٢٠٠ مليار متر مكعب على الأقل، الباقى معظمه مياه جوفية وجزأ يفقد في البخر. يبقى معقولة ٣ مليار متر مكعب مياه جوفية يادكتور.
وذكر الكاتب أن المخطط الأثيوبي هو بناء عدة سدود على الأنهار المشتركة لتجنب مواسم الجفاف وتوليد الكهرباء وتحويل بعض الزراعات المطرية إلى مروية.
وفسر سيادته أنه تمت زيادة سعة سد النهضة لحوالى ٧٤ مليار متر مكعب، للتخطيط لاستخدام المياه في الزراعة. يادكتورنا العظيم، هل لو فيه مخطط زراعة، كما تذكر، كانوا عملوا السد على الحدود السودانية برضه!؟ طيب كان عملوه في منتصف النيل الأزرق مثلا!!
أشرح لحضرتك إيه الهدف من هذا السد!! شوف ياسيدي هو نفس الهدف الأمريكى منذ عام ١٩٥٨ ، وفي الستينات بمخطط السدود على النيل الأزرق بإجمالي سعة حوالى ٧٠ مليار متر مكعب. وهو إفشال مشروع السد العالي، وبالتالي إفشال مشروع الأمن المائي المصري.
سد النهضة مجرد سد لتخزين كميات مياه تكفي لإفراغ السد العالي تدريجيا من مخزونه الاستراتيجي، وتوليد بعض الكهرباء. وسيظهر ذلك جليا، مع أول سنة من فترة الجفاف القادمة.
والهدف ليس رى وليس توليد كهرباء علشان الشعب فقير الكهرباء كما يزعمون، فكفاءة السد فى توليد الكهرباء متدنية للغاية، وكل يوم تفاجئنا أثيوبيا بتقليل عدد التوربينات.
ولم يشير الكاتب إلى كفاءة المنظومة المائية فى مصر ، والتي لا تقل عن ٧٠٪، بينما لا تزيد الكفاءة المائية في أثيوبيا عن ٢٠٪، وأنه يجب على الأثيوبيين والغرب الداعم التفكير في تطوير المنظومة المائية ورفع كفاءتها، بدلا من الاعتداء على الحصص المائية للدول المجاورة.
وانتقل الكاتب بعد ذلك للمحدد الأمني المصري-الأثيوبي منذ أسرة محمد علي وحتى تاريخه، وسنتحدث عنه أن شاء الله فى لقاءنا القادم.
وللحديث بقية …….