جهود دولية لإحتواء الأزمة بالسودان.. والمعارك تسفر عن 56 قتيل ومئات الجرحى
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد علي
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم إتصالاً هاتفيًا من رئيس جنوب السودان سيلفا كير للتباحث حول تطورات الأحداث الأخيرة بالسودان.
كما أعرب الرئيسان عن استعدادهما للقيام بدور الوساطة لحل الأزمة بين الأطراف السودانية، وأكدا على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في السودان.
واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم بعد يوم من المواجهات العنيفة، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو.
وفي أخر التطورات، نشر الجيش السوداني على حسابه الرسمي في موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، مذكرة بحث بحق حميدتي، وكتب في منشور أرفقه بصورة مركبة لدقلو “مطلوب للعدالة، مجرم هارب نناشد جميع المواطنين عدم التعامل معه والتبليغ عنه وعن ميليشياته”.
كما أعلن بيان آخر حل قوات الدعم السريع داعياً أفرادها إلى الإستسلام.
ورداً على الدعوات إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أكدت رئاسة أركان الجيش في بيان أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة”.
ومن جهتها، دعت قوات الدعم السريع، السودانيين، بما في ذلك العسكريين منهم، إلى الإنضمام إليها والإنقلاب على الجيش.
وأعرب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مساء أمس، عن قلقه العميق من الإشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وأعربوا عن أسفهم للخسائر في الأرواح والجرحى، والتي تضمنت مدنيين، بحسب بيان لبعثة المملكة المتحدة في الأمم المتحدة.
وفى السياق نفسه أعلنت نقابة الأطباء السودانية عن إرتفاع حصيلة قتلى الإشتباكات المستمرة في السودان إلى 56 قتيلاً مدنياً، هذا بخلاف عشرات القتلى في صفوف قوات الأمن لكن لا تشملهم حصيلة القتلى هذه.
كما بلغت أعداد الجرحي ما يقرب من 600 جريح بينهم عدداً من أفراد قوات الأمن منهم عشرات من الحالات الحرجة.
كما دعا مجلس الأمن الطرفين على وقف الأعمال القتالية فوراً، وإعادة الهدوء، و العودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة، كما شددوا على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، وأكدوا من جديد التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال السودان وسلامة أراضيه.
وجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مشاورات مغلقة، غداً الاثنين، حول الوضع في السودان.
وأعلنت الجامعة العربية عن إجتماع طارئ اليوم بشأن السودان بطلب من القاهرة والرياض، كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بـ”وقفاً فورياً للعنف”، في إتصالات أجراها مع الطرفين المتحاربين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم القوات شبه العسكرية محمد حمدان دقلو، وكذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وخلال الإجتماع قال مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية محمد مصطفى عرفي، إن القاهرة تدعو طرفي الصراع في السودان لضمان سلامة كافة المصالح المصرية هناك.
وأضاف عرفي أن جمهورية مصر العربية تؤكد على أهمية الحفاظ على أمن وسلامة كافة المصالح المصرية في السودان وتشدد على مسؤولية جمهورية السودان وأجهزتها المعنية في ضمان أمن وسلامة المصالح ذات الصلة”.
وكان نائب مندوب مصر في الجامعة العربية، عبيدة الدندراوي قال خلال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية برئاسة مصر لمناقشة الوضع في السودان، الذي عقد بناء على دعوة من كل مصر والسعودية وذلك لبحث تطورات الوضع في السودان:
“مصر تطالب جميع الأطراف السودانية بالوقف الفوري لإطلاق النار”.
“مصر تطالب الأطراف السودانية بالحفاظ على مصالحها على الأراضي السودانية”.
“مصر تطالب القوى السودانية بتسوية النقاط الخلافية”.
وبدورها، أعلنت الخارجية الصينية، في بيان اليوم، عن قلقها البالغ لما ألت إليه التطورات في السودان، وإنها تحث طرفي الصراع على الوقف الفوري لإطلاق النار.
كما دعت الخارجية البريطانية إلى وقف جميع الأعمال العدائية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما دعت القيادات السودانية إلى العودة للحوار.
وفي وقت سابق عبرت الخارجية الأميركية عن قلقها “بشدة حيال مستويات العنف التي شهدناها في إشتباكات السودان”، وأشارت إلى أن “مبعث القلق الرئيسي هو سلامة جنودنا والمواطنين الأميركيين في السودان”.
وقالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تواصل مع نظرائه من دول لها نفوذ في السودان تنشد وقف العنف.
وقال بلينكن إن “السبيل الوحيد في السودان هو العودة إلى المفاوضات فـ الإشتباكات تقوض الإنتقال السياسي”.