تيك توك.. من كتم الأنفاس إلى كسر الجمجمة مغامرات قاتلة
كتبت: نسرين طارق
تدقيق: أحمد علي
تجذب تحديات تيك توك جمهورًا كبيرًا من عشاق الوقوف أمام الكاميرا على منصات السوشيال ميديا، وانطلقت موضة التحديات منذ سنوات، لكنها زادت في عام 2020 عندما كان العالم يعاني من الإغلاق بسبب أزمة كورونا.
وهو ما ساهم في زيادة عدد مستخدمي السوشيال ميديا بشكل عام وتيك توك بشكل خاص.
وتنقسم تحديات التيك توك الى عدة أقسام أولها تحديات المشاهير من الفنانين، تحديات مشاهير السوشيال ميديا، تحديات الشركات كفقرة إعلانية للترويج لمنتجاتها.
حيث إنضم العديد من الفنانين إلى فكرة التحديات على تيك توك سواء صناعتها أو المشاركة فيها، لكسب المزيد من المتابعين والترويج لأعمالهم.
ومع الإنتشار الواسع للتحديات على تطبيق تيك توك وخاصة بين الأطفال، تحول بعضها إلى مغامرات قد تكون في كثير من الأحيان خطرة أو تسبب الوفاة من أجل حصد الإعجاب والمتابعات.
أشهر تحديات التيك توك
وفي جولة سريعة على بعض أنواع التحديات على تيك توك
1.تحدي كسر الجمجمة:
التحدي عبارة عن قيام شخصين بركل ساقين شخص معاً فى نفس الوقت مما يجعلهما يسقطان.. وأترك لكم تخيل ما يحدث بعد ذلك!
2. تحدى البروتين الجاف:
يعتمد التحدى على تناول ملعقة جافة من مسحوق “البروتين” والذى يتناوله الرياضيون عادة مخلوطاً بالمياه قبل التمارين الرياضية، وتأتى خطورة هذا التحدى من المضاعفات التى يتعرض لها المشاركون من المراهقين والذين قد تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
وهى السن الواجب بلوغها لتناول هذا النوع من المكملات الغذائية، بخلاف خطورة التسبب فى الإختناق، والإلتهاب الرئوى، واضطرابات القلب وغيرها من الحالات التى تنتج عن التحدى.
فيديوهات هذا التحدى جمعت أكثر من 8,2 مليون إعجاب على المنصة التى تضم ملايين المستخدمين المراهقين.
3. تحدى كتم الانفاس:
حيث يقوم الشخص بالتسجيل من خلال حسابه عبر تطبيق التيك توك ثم يطلب من اللاعب تعتيم الغرفة، ومن هنا جاء مصطلح تحدي التعتيم أو«Blackout challenge».
وبعدها يسجل المشارك مشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها.
وقد تسبب هذا التحدي في عدد من الوفيات في الدول الأوروبية والعربية، حيث أدى كتم التنفس المُتعمَّد إلى إختناق عدد من المُستخدمين وموتهم.
ويواجه تطبيق “تيك توك” دعاوي قضائية من أسر الضحايا، وجاء ذلك بعد قيام فتاتين بالإنتحار بعد مشاركتهما في “تحدي التعتيم” أو “الوشاح” الذي انتشر على المنصة.
4. تحدى السكوات:
تدور فكرته الرئيسية حول أداء المستخدم تمارين “السكوات” ، الذى يستخدم لتقوية عضلات الأرجل لفترات طويلة حتي يشعر بالتعب أو الإعياء الشديد، ثم يقوم اللاعب بالوقوف مرة أخرى وإسناد ظهره إلى الحائط، ليقوم شخص آخر بمنحه ضغطة قوية على قلبه حتي يفقد الوعي جزئياًّ بعد نفاذ الهواء صدره.
– تحدي الإستلقاء على البطن في منتصف الطريق في الظلام:
تحدي قيادة السيارة بعد إغماض العينين.
تيك توك والملاحقة القانونية:
احتل تطبيق ” تيك توك ” مؤخرًا عناوين الأخبار بوفاة الكثير بسبب التحديات المميته التي يتبادلها مستخدمين البرنامج دون رقابة من الأهل أو من القائمين على البرنامج، حيث يُلقي الناس باللوم على TikTok ولإن لديهم مليارات المستخدمين ولا يمكنهم مشاهدة جميع مقاطع الفيديو، حتى أفضل الخوارزميات فى العالم لا تستطع فعل ذلك.
تسبب التحدى فى وفاة سبعة أطفال العام الماضي أثناء محاولة تنفيذ التحدي، حيث يشجع التحدي المستخدمين على خنق أنفسهم بالأحزمة أو بالسلاسل أو بأي شيء مشابه إلى أن يفقدوا وعيهم ، جميع الأطفال المشاركين فى التحدى ماتوا ، جميعهم كانوا أصغر من 15 عام.
وبالطبع أنكرت منصة تيك توك مسؤوليتها عن المشكلة، ويعتبر هذا التحدي ليس أول لعبة خطيرة تنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي، كما أن هناك تحديات أخرى مابين الخطيرة والمميتة.
رغم كل هذا لم يتلقى تيك توك أى ملاحقة قانونية على تلك الجرائم، بل تمت ملاحقته قانونيًا فقط على إختراق خصوصية بيانات المراهقين دون سن الثالثة عشر دون موافقتهم أو موافقة ذويهم.
تعتمد بعض التحديات على تصوير مستخدم تيك توك وهو يقوم بأمر يصعب أدائه عادة، ومشاركة مهاراته مع الآخرين لتشجيعهم على فعل الشيء نفسه دون خوف.
ولكن غالباً تشجع هذه التحديات على سلوكيات خطرة ومؤذية قد تؤدي في النهاية للإصابة بأضرار بالغة أو الموت.
بالإضافة إلى إحتواء بعض التحديات على خدع مختلفة يقوم فيها المستخدم ببعض الحركات الخطرة مع إستخدام بعض التأثيرات والأدوات الموجودة بـ تيك توك ليجعل مقطعه يحصل على أعلى المشاهدات أو يصبح تريند، بإستخدام الخدع الإحتيالية على المستخدمين من الشباب الذين قد يصدقون الأمر، مما يصيبهم بالإكتئاب إذا فشلوا في تحقيق التحدي.
كل هذا… من أجل جمع المشاهدات والإعجابات.
وهذا لا يعنى أن كل التحديات خطر، هناك تحديدات آمنة ومضحك
كل هذا… من أجل جمع المشاهدات والإعجابات
وهذا لا يعنى أن كل التحديات خطر، هناك تحديدات آمنة ومضحكة ، مثل تحدي الصور القديمة والحديثة، أو الظهور بدون مكياج للفتيات.
دور الاسرة:
الرغبة فى جني المزيد من المتابعين والإعجاب هى التى تدفع المراهقين إلى تنفيذ هذه التحديات حتى وإن كانت تشكل خطراً على حياتهم.
المراهقين فى هذه السن عادة ما يسعون إلى إثبات أنفسهم أمام الآخرين دون النظر إلى العواقب، وهو ما يدفعهم لإبتكار تلك التحديات والتباري فيما بينهم لتنفيذها.
وهنا يأتى دور الأسرة في التوعية والمراقبة والمتابعة في جميع منصات التواصل الإجتماعي، يجب أن يكون دور الوالدان جزءًا أساسيًّا من الرحلة، ويجب أن يكون الطفل قادرًا على التحدث إلى الوالدين بحرية ووضوح ومناقشة التحديات وكيفية تنفيذها أو تجنبها.
حيث تسمح منصة تيك توك بفتح الحسابات لمن هم أصغر من 13 عاماً، وهو ما يمكن معه لهؤلاء القيام بمثل تلك التحديات، ما يعرض حياتهم للخطر، لقلة الوعي وحب الظهور وإثبات النفس.
وأصبحت هناك ضرورة ملحة على الأسرة لمتابعة ومراقبة الأطفال والمراهقين عند إستخدام تلك التطبيقات ومتابعتها ومتابعة نشاطهم عليها والتدخل بالنصح والإرشاد فى حال إتجه الطفل أو المراهق خلف هذه التحديات المميتة.
كيف تعاملت بعض الدول مع تطبيق تيك توك
كشف بحث تقني أميركي معلومات جديدة تفيد بأن التطبيق الصيني “تيك توك” يتجسس على الأجهزة العاملة بنظام (iOS) لهذا قامت بعض الدول بحظر تطبيق تيك توك.
الهند من أشهر الدول التي حظرت إستخدام تيك توك منذ يونيو 2020 إلى جانب 223 تطبيق صيني آخر ردًا على الإشتباكات الحدودية مع الصين وليس لمخاطر التطبيق على المراهقين.
كما حظرت باكستان تيك توك بسبب مقاطع فيديو “غير أخلاقية” و”غير لائقة” منذ 9 أكتوبر 2020 لكنها تراجعت عن الحظر بعد عشرة أيام في 19 أكتوبر 2020، حين نفذت منصة “تيك توك” أوامر هيئة الإتصالات الباكستانية بحجب المحتوى غير الأخلاقي.
وفي أستراليا، إتهم السيناتور جيم مولان نائب رئيس قسم التدخل الخارجي في تصريحات لصحيفة الغارديان إن تطبيق “تيك توك” قد يستخدم للتجسس ولجمع البيانات متخفيًا في صورة تطبيق للتواصل الإجتماعي، وطالب المستخدمين الأستراليين بالحذر والتدقيق.
فى الولايات المتحدة الأمريكية وقع الرئيس السابق دونالد ترامب في أواخر أغسطس 2020 أمرًا تنفيذيًا يحظر فعليًا تيك توك في الولايات المتحدة، بينما ألغى القضاة الفيدراليون الأمر.
كما طالب المفوض الجمهوري في لجنة الإتصالات الفيدرالية إلى آبل وجوجل من الشركات إزالة تيك توك من متاجر التطبيقات الخاصة بهم، وكان الرد”لا تملك لجنة الإتصالات الفيدرالية (FCC) سلطة حظر التطبيقات بينما اختار عمالقة التكنولوجيا عدم إزالة التطبيق.
بينما ظلت شائعات حظر التطبيق تلاحق تيك توك فى عدة دول منها مصر والسعودية.
اقرأ أيضًا : من أمريكا للبنان.. لا تزال تحديات التيك توك تحصد أرواح الأطفال.