fbpx
تقارير

أبطال مجهولين.. انقذوا حياة بعض الأشخاص بعد الزلزال

كتبت: نسرين طارق

لمعرفة اذ كان هناك اشخاص على قيد الحياة تحت أكوام الأنقاض، تستخدم هيئات وفرق الإنقاذ عدة طرق لإيجاد علامة تدل على الحياة.. في بعض الأحيان يمكن للضحايا أن يصرخوا أو يطرقوا للفت الانتباه إلى أنفسهم، أو حتى إرسال رسالة نصية أو رسالة عبر واتساب إلى العائلة أو الأصدقاء.

واصبح يتعين على المنقذين الاعتماد على طرق أخرى عند البحث عن ناجين.

كلاب البحث المدربة

ميزة مهمة لكلاب الإنقاذ.. فهي ليست نماذج أولية قيد البحث.

حيث تُستخدم الحيوانات حاليًا للعثور على ناجين تحت الأنقاض في تركيا وسوريا. سافرت فرق مع كلاب الإنقاذ من ألمانيا إلى منطقة الزلزال.

يمكن للكلاب أن تشم رائحة العرق أو الهرمونات أو الدم أو البراز أو حتى أنفاس الناس.. عندما تكتشف شخصًا يرقد تحت الأنقاض، تنبح وتشير إليه.

بالإضافة الى فائدة أخرى أنها لا تعتمد على الكهرباء أو الإنترنت التي تحتاجها روبوتات الإنقاذ لعملها ونقل البيانات، فقط تحتاج الماء والطعام.

– الفئران تنقذ أراوح من تحت الأنقاض

استعان رجال الإنقاذ بالفئران للبحث عن الناجين وضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، حيث تتمكن للفئران من الدخول إلى الأماكن الضيقة والأكثر تعقيدًا.

تستخدم فئران صغيرة الحجم مزودة بكاميرات، للدخول في الأماكن التي لا يستطيع رجال الإنقاذ المرور إليها.

حيث دربت منظمة غير ربحية الفئران على التعمق في الأنقاض، واختراق الأماكن التي لا يمكن أن يصل إليها فريق الإنقاذ أو كلاب البحث، حيث تعتمد الفئران في هذه المهمة على حاسة الشم، وتلبس الفئران حقائب صغيرة الحجم مزودة بتقنيات تكنولوجية تعمل عن طريق الفيديو، وإشارات ذات تردد أقل قادرة على اختراق الأنقاض والكشف عن الناجين تحت الحطام.

-روبوتات الإنقاذ

اعتمد الخبراء في مساعدة رجال الإنقاذ على التكنولوجيا، من خلال ابتكار روبوت على شكل أفعى يمكنها الصعود إلى المناطق العالية والتنقل عبر المساحات الضيقة، حيث طور باحثون من اليابان بجامعة الاتصالات الكهربائية في طوكيو روبوت يعمل من خلال تقنية الفيديو، وذلك بقيادة موتوياسو تاناكا.

ويأمل الباحثون في استخدام الجهاز في غضون 3 سنوات، وذلك بعد إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات حول تحسين قدرة الروبوت على إصلاح وضعه في حالة التعرض لحركة مفاجئة أناء إنقاذ الناجيين من الزلازل.

بالإضافة الى مشروع الاتحاد الأوروبي كورسور (CURSOR) وهي مختصر لـ”الاستخدام المنسق للمعدات الروبوتية المصغرة وأجهزة الاستشعار المتقدمة لعمليات البحث والإنقاذ”.

عرض في الثلاثاء الماضي (السابع من فبراير/شباط 2023) روبوتات وطائرات بدون طيار التي تهدف إلى المساعدة في إنقاذ الأشخاص تحت الانقاض.

تم تجهيز روبوتات صغيرة مزودة بعجلات، وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والحرارية ويمكنها امتصاص الهواء من موقع الانهيار عبر أنبوب صغير يتم فحصه بحثًا عن ثاني أكسيد الكربون والبقايا البشرية.

وبهذه الطريقة يستطيع الروبوت تحديد موقع الأشخاص تحت الأنقاض.

وبمساعدة مكبرات الصوت والميكروفونات، يمكن لقادة العمليات الاتصال بالأشخاص تحت الأنقاض، كما تزود الطائرات بدون طيار فرق الإنقاذ بصور ثلاثية الأبعاد لموقع الانهيار.

ما الذي يمكن أن تفعله روبوتات الإنقاذ؟

وفى هذا الصدد يقول كارستن بيرنز عالم الكمبيوتر ورئيس قسم الأنظمة الروبوتية في جامعة راينلاند بفالتس التقنية في كايزرسلاوترن-لانداو “عندما تستمر الهزات الارتدادية، يكون البحث عن ناجين خطيرًا للغاية لفرق الإنقاذ لأن كل شيء ينهار، ونسعى الى تحسين ذلك مع مثل هذه الأنظمة المستقلة”.

بيرنز خبير مجال الإنقاذ الآلي للزلازل – كان فريقه جزءًا من مشروع الاتحاد الأوروبي المماثل لـ CURSOR في عام 2016. كانت الروبوتات التي عمل بيرنز عليها كجزء مما يسمى بمشروع إيكاروس يهدف أيضًا إلى تسهيل عمل فرق الإغاثة.

بالإضافة إلى المركبات الصغيرة المتعقبة المزودة بأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، شمل المشروع أيضًا روبوتات كبيرة تشبه الحفار يمكنها نقل الحطام الثقيل أو أجزاء من المباني وتشغيلها من مسافة كيلومتر واحد – لذلك لا يتعرض سائق الحفارة للخطر. وفي الوقت نفسه، تنقل الكاميرا ما “يراه” الروبوت إلى مركز التحكم.

تم تجهيز بعض الروبوتات التي يمكنها القيادة إلى المنازل المنهارة بأجهزة استشعار الغاز. ليس فقط لمعرفة خطر الانهيار، ولكن أيضًا لمعرفة خطر حدوث انفجار غاز بسبب تضرر الأنابيب بعد الزلزال.

تعد كل من روبوتات العالم بيرنز وروبوتات مشروع CURSOR مجرد نماذج أولية يتم تطويرها من خلال البحث والاختبار في سياق العروض التقديمية الفردية.

ومن المؤسف حقاً أنه لا يمكن لأي من هذه الروبوتات المساعدة في العثور على الأشخاص تحت الأنقاض في منطقة الزلزال التركي السوري، حيث لا يزال الإنتاج لاستخدامها في الكوارث الحقيقية بعيد المنال.

لان تكلفة استخدام هذه الروبوتات باهظة جداَ، ومن سيدفع ثمن النقل إلى مناطق الزلزال؟ لا أحد يستطيع تحمل مثل هذه التكاليف في مجال البحث والتطوير- وهنا يأتي دور الشركات الصناعية.

كما تحتاج أيضا الى الاتصال بالإنترنت والذي يعد صعبا في مناطق الكوارث.

في النهاية.. تقنية الروبوتات لم تنضج بعد بما يكفي للتغلب على أنف كلب شم جيد.

بيرنز: “أود أن أقول إن كلب الراعي الألماني لا يزال أفضل اليوم”.

بالطبع، هناك أيضًا بعض مزايا للروبوتات إذ “لا يمكن نقل الكاميرا باستخدام كلاب الإنقاذ، على سبيل المثال، ولا يمكن التحكم فيها بدقة مثل المركبات الصغيرة”.

من يتخذ قرار الإنقاذ؟

أثناء العمل في مشروع إيكاريوس ناقش بيرنز وفريقه مسألة ترك اتخاذ القرار للروبوت بشأن المباني التي سيتم إرسال فرق الإنقاذ إليها من عدمه، وذلك حسب مستوى خطر انهيار المبنى.

ومع ذلك، قام المنقذون المشاركون في المشروع برفض الفكرة على الفور، لأن مثل هذا القرار صعب للغاية حتى بالنسبة لإنسان.. هناك أناس تحت الأنقاض سعداء بمجيء أحدهم لإنقاذهم.

عندما يكون خطر الانهيار كبيرًا جدًا، يتعين على الفريق أحيانًا أن يقرر ترك الأشخاص المحاصرين وراءهم حتى لا يعرضوا حياة رجال الإنقاذ للخطر.

وبالطبع لا يمكن تسليم هذا القرار المصيري إلى الروبوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى