ترامب أمام القضاء يوم الثلاثاء و30 تهمة جنائية في إنتظاره
كتبت: نهال مجدي
ترامب يمثل أمام القضاء الثلاثاء و30 تهمة جنائية في إنتظاره؛
يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكثر من 30 تهمة جنائية تتعلق بالاحتيال التجاري في لائحة اتهام وجهتها له هيئة محلفين كبرى في مانهاتن بنيويورك، وذلك في سابقة هي الأولى في التاريخ الأمريكي التي يواجه فيها رئيس حالي أو سابق اتهامات جنائية.
ومع هذا لم يكشف علنا عن التهم الموجهة لترامب في هذا الوقت حيث أن إجراءات هيئة المحلفين الكبرى كانت سرية، ولكن شبكة سي إن إن الأخبارية أوردت أن توجيه لائحة الاتهام للرئيس السابق جاء بعد إدلاء أحد الشهود بشهادته لمدة 30 دقيقة قبل أن يتم التصويت من قبل الهيئة على توجيه لائحة الاتهامات.
وكان مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، ألفين براج، يحقق مع الرئيس السابق فيما يتعلق بدوره المزعوم في خطة دفع ما يقرب من 160 الف دولار لإسكات والتستر على نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، التي تعود إلى الانتخابات الرئاسية لعام2016، مقابل تسترها عن علاقة تقول إنها كانت قائمة بينها وبين ترامب قبل 10 سنوات
وأدلى محامي ترامب السابق مايكل كوهين بإفادته أمام هيئة المحلفين، علما بأنه أكد في عام 2019 أمام لجنة في الكونجرس أنه دفع تلك الأموال بإيعاز صريح من ترامب الذي أعاد له المبلغ بمجرد دخوله البيت الأبيض.
وبخلاف هذا يسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد ما إذا كان ترامب مذنبا بتزوير بيانات، فيما يعد جنحة، يعاقب عليها بدفع غرامة أو بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، فيما يشكل جريمة جنائية، يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلى 4 سنوات.
كما يواجه ترامب اتهامات تتعلق بمحاولاته تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، والتي خسرها أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
ولم يستطع ترامب تقبل خسارته جورجيا، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الجمهوريون هذه الولاية منذ عام 1992، فقد فاز فيها بايدن بفارق 11 ألفا و779 صوتا من أصل 5 ملايين، لكن ترامب اتصل في 2 يناير2021 بالمسؤول الذي يشرف على الانتخابات في تلك المنطقة براد رافنسبرغر وقد سجّلت مكالمته معه، حيث حثه على منح الحزب الجمهوري 11 ألفا و780 صوتا كي يفوز على بايدن، وعندما رد الموظف بأن النتائج لا غبار عليها هدده قائلا: “أنت بذلك تخاطر مخاطرة كبيرة”، وقد أعيد الفرز لكنه أعطى بايدن هامشا أكبر ولو أنه قليل.
كما تم التحقيق في وقت مبكر من مايو 2021 فى طلب إدارة الأرشيف من ترامب إعادة حوالي 20 صندوقا من الوثائق، والتي لم يكن ينبغي أن يحتفظ بها بمجرد انتهاء فترة ولايته وقد استعيد بعضها، لكن المبادلات مع المحامين التي تضمن إعادة كل شيء استمرت طوال العام ليقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة مقر إقامة ترامب في مارالاغو، وعثر هناك على 13 ألف وثيقة حكومية، من بينها 103 وثائق سرية.
هذا بالإضافة الي قضية اقتحام الكابيتول، وقد تم تفصيل أهم التهم الموجهة من خلالها في التقرير النهائي للجنة التحقيق في أحداث 6 يناير 2021، والتي أطلقها مجلس النواب السابق، والتي كانت تتمتع فقط بصلاحية التحقيق والتوصية إلى وزارة العدل بتوجيه الاتهام.
في هذه القضية يمكن أن تؤدي عرقلة العملية الرسمية إلى السجن لمدة 20 عاما، خصوصا أن الأحداث أدت إلى تأخير التصديق على الأصوات الانتخابية التي كان فرزها يجري آنذاك في مبنى الكابيتول.
ومن المتوقع أن يظهر ترامب في المحكمة، الثلاثاء المقبل، بحسب بيان لمحاميته سوزان نيتشيليس.
وأكد المدعي العام الخميس توجيه الاتهام للرئيس السابق، وأفاد مكتبه بأنه تم الاتصال بمحامي ترمب لـ«تنسيق تسليم نفسه من أجل مثوله لتلاوة الاتهام».
وبخلال التهم الجنائية،فالخطر الرئيسي الذي يواجهه المرشح ترامب هو ان تبتعد عنه القاعدة الناخبة للجمهوريين المعتدلين والمستقلين التي يمكن أن ترى في توجيه التهم اليه أمام المحكمة الجنائية في نيويورك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه في اختيارها لمن سيمثل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.
وجدير بالذكر ان توجيه التهمة هذا يمكن أن يمهد الطريق أمام سلسلة متاعب قضائية أخرى: فترامب مستهدف أيضا بتحقيق حول إدارة محفوظات البيت الأبيض وممارسة ضغوط انتخابية في ولاية جورجيا الأميركية. في هذا الملف الأخير، وعدت المدعية بقرار “وشيك”.
ورداً على لائحة الاتهام، أصدر ترامب بيانًا أكد خلاله أنها تمثل “اضطهادًا سياسيًا وتدخلًا في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ”.
الرئيس الأمريكي السابق قال إن “ما يفعله جو بايدن سوف يأتي بنتائج عكسية. يدرك الشعب الأمريكي بالضبط ما يفعله اليسار الراديكالي الديمقراطي هنا. يمكن للجميع رؤيته. لذا فإن حركتنا وحزبنا متحدون وقويون سوف يهزمون ألفين براغ أولاً، ثم سنهزم جو بايدن، وسنطرد كل واحد من هؤلاء الديمقراطيين المحتالين من مناصبهم حتى نتمكن من جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
وأضاف “حتى قبل تأديتي اليمين رئيساً للولايات المتحدة، شارك الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون، أعداء الرجال والنساء الكادحين في هذا البلد، في حملة ملاحقة ضدي”.
وفي بيان من خمس فقرات صدر خلال دقائق من انتشار الأنباء عن قرار الاتهام، تعهد ترمب الانتقام في وقت يخطط للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.
وقال “الديمقراطيون كذبوا وخادعوا وسرقوا في هوسهم بمحاولة اصطياد ترمب، لكنهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوره – توجيه اتهام إلى شخص بريء تماماً، في تدخل فاضح في الانتخابات”.