سمير فرج يكشف كواليس الإدارة المصرية للأزمة السودانية.. دور الـ GIS في إجلاء أبطالنا
كتب: فريد حمزة
بأسلوبه السهل الممتنع، منح المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج الرأى العام المصري والعربي جرعة دسمة من الرسائل الاستراتيجية غير التقليدية، لكشف الأجواء الضبابية التى ضربت المشهد السودانى المؤثر على الأمن القومى المصري بشكل كبير.
حذر فرج في تصريحات تلفزيونية من سيناريو فوضى دارفور، المتوقع مع هزيمة حميدتى ليتكرر ما يحدث في إنقسام الدولة الليبية، وشدد على إن مصر متواجدة بقوة في المشهد السودانى بكل الطرق الدبلوماسية وغيرها، كاشفا عن إن المخابرات العامة والحربية وقوات الچى آى إس الخاصة، نجحت في إجلاء قواتنا التى كانت متواجدة في مطار مروى للتدريب، بعد دقائق من سيطرة الدعم السريع عليه، وبعد سقوط ال٢٧ عنصر المصري في أيديهم، ومعاملتهم بطريقة سيئة إستلزمت اعتذار حميدتى علنية في كل الفضائيات وتليفونيا.
وأكمل فرج، المجموعة المصرية انتقلت لمطار سودانى مهجور على بعد ٥٠٠ كيلو شمال مروى، وسط القصف والقذف، وتم إجلاءهم بالطائرات المصرية بعد تشغيلها المطار بشكل سريع بتنسيق مع الجيش السودانى.
ركز فرج على فكرة أن واحد من محاور الأزمة الأساسية أن نموذج قوات الدعم السريع السودانية، أقوى من القوة الثالثة الاعتيادية الموجودة في أغلب الدول، فالمفروض أن القوة الثالثة شبه العسكرية تكون أقوى من الشرطة وأقل من الجيش، بحيث تعد ١٠% من قوة الجيش، لكن قوات حميدتى تعادل نصف قوة الجيش السودانى، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشهد.
وأشار إلى أن حقبة البشير، كانت من أسوء الفترات في العلاقات المصرية السودانية بسبب هواه الإخوانى، وهو من أسس قوات حميدتى لمواجهة التوترات في إقليم دارفور، لكن حميدتى كان من أول المنقلبين عليه مع ثورة ديسمبر السودانية.
وقال فرج إنه لو طالت حرب المدن، ستتحول لحرب أهلية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي قدر خطورة الأزمة السودانية، وكون على الفور مجموعة لإدارة الأزمة، تتكون من وزير الدفاع ومدير المخابرات الحربية ومدير المخابرات العامة ووزير الخارجية ووزير الداخلية ووزيرة الهجرة ووزير النقل ووزير السياحة ووزير الطيران، والرئيس نفسه لديه في الاتحادية خلية للمتابعة الفورية تشمل ثلاثة من مساعديه.
وكشف فرج عن أن أول قرار اتخذه المجلس الأعلى للقوات المسلحة زيادة تأمين الحدود المصرية السودانية، على خلفية القلاقل الأمنية هناك وفتح السجون، ووضعت كل السيناريوهات المحتملة، وكانت أول مهمة هى إعادة أبطالنا العسكريين من السودان، وتم ذلك بالفعل من خلال العملية التى حصلت على كود، صقر ٢٠٤، وهى عملية تدرس.
وأكمل حديثه بالإشارة إلى رجال الظل المصريين، ويقصد عناصر الچى آي إس، الذين قاموا بتأمين ال٢٧ عنصر بعد استلامهم من الصليب الأحمر ونقلهم للملحقية العسكرية بالسفارة المصرية، ومنها إلى القاهرة.
وأفاد إلى أهمية دولة چيبوتى والتواصل معها، ولذلك اعتبر زيارة الرئيس السيسي لها منذ فترة، مهمة للغاية، لموقعها الجغرافي المهم، وبوصفها المخرج البحرى لإثيوبيا، ووجود ست قواعد عسكرية بها، واستخدمتها واشنطن نفسها لنقل رعاياها عبر إثيوبيا، حيث قاعدتها في چيبوتى، وطبيعي إنه لا دخل جغرافي لمصر بذلك، ولا اعتبار في هذا النطاق لمن قال إن مصر فقدت دورها بهذه الطريقة، عندما نسقت أمريكا مع السعودية والامارات وإثيوبيا لنقل رعاياه.
وأكد فرج إن العلاقات متوترة للغاية بين البرهان وحميدتى، وهذا يزيد تأزيم المشهد، ولا موقف للحركة المدنية، في ظل استغلال فلول نظام البشير للتطورات، مضيفا: أتحدي لو أية جهة تعرف مدة ونهاية هذه الحرب، ومصر تدعم الشعب السودانى، لكنه شدد على دور عربي بقيادة مصر والسعودية والإمارات لإنهاء الموقف.