fbpx
معرفة

العامية المصرية.. اللهجة البسيطة الأكثر انتشارا بين العرب

كتبت: بـسنـت  عـمـاد

اللهجة المصرية أو العامية المصرية هي لهجة سلسة تتميز بالبساطة، قادرة على إستيعاب اي لهجة أو لغة دون أن تغير من هويتها الأساسية.

العامية المصرية من أوسع اللهجات انتشار وفهما بين العرب، وبيرجع هذا الانتشار بسبب القوى الناعمة المصرية مثل الأفلام والمسلسلات المصرية.

بالإضافة الى تحرر اللهجة العامية من قواعد النحو والصرف العربية، والذي اعطى لها الاولوية في الانتشار والفهم بين باقي البلاد العربية كافة رغم ان مفرادت كتيرة منها ليست عربية الأصل.

تطورالعامية المصرية

ظل سكان مصر الاف السنين يستخدمون لغة خاصة بهم،و كانت في البداية لغة غير مكتوبة، ثم كتبت فيما بعد عن طريق النقوش الهيروغليفية المعروفة.

 وتطورت بعد ذلك لنقوش اكثر تحررا عرفت بالديموطيقية ولها عدة أشكال معروفة بين علماء المصريات.

ومع انتشار الثقافة اليونانية في عصر البطالمة، و انتشار الديانة المسيحية في العصر الروماني بدأت تنحسر الكتابات الهيروغليفية لصعوبة رسوماتها.

واصبح الاتجاه السائد وقتها تحويل تلك الرموز الى أبجدية مثل اليونانية والفينيقية واللاتينية، ولهذا السبب أخدت اللغة شكل جديد بدخول بعض الحروف اليونانية وبعض الرموز الخاصة المكملة على نفس الكلمات والمفردات والمعاني، بل وقواعد النحو وتصريف الأفعال وبناء جمل اللغة القديمة، وعرفت باللغة القبطية.

وبعد دخول العرب، ظل أهل مصر الأصليين يستخدمون (اللغة القبطية) فيما بينهم لأكثر من 3 قرون حتى اوائل العصر الفاطمي.

وفي العصر الأموي قرر الخليفة عبد الملك بن مروان تعريب جميع الدواوين ومنع استخدام اى لغات اخرى خلاف اللغة العربية في التعامل الحكومي في سائر الدولة الأسلامية ومنها مصر.

 ورغم هذا ظلت لغة المصريين (القبطية) منتشرة ومتداولة في كثير من المدن لفترة، حتى بدأ المصريين في تعلم اللغة العربية ولكن ظل تأثير اللغة القبطية في بناء الجملة بل وفي كثير من المفردات اللغوية.

 ومن هنا ظهرت لهجة جديدة من اللغة العربية،” العامية المصرية” وبدأت تنتشر بين المصريين على مدار 3 قرون (حوالي 5 أجيال) حتى سنة 1000م تقريبا.

بعدها اندثرت اللغة القبطية وانحسر استخدامها للأغراض الدينية فقط.

ومن الملاحظ جدا ان العامية المصرية اخذت من اللغة القبطية كثير من المفردات، وحافظت على بناء الجملة ومكان كل كلمة بها الى حد كبير.

الاحتلال وتأثيره على اللهجات

أحتل الانجليز مصر أكثر من 70 عام، كما إحتلها الفرنسيين والأتراك، لسنوات استخدموا كل الأساليب من أجل طمس لهجة وهوية المصريين إلا أن اللهجة المصرية والمصريين وقفوا صامدين أمام تلك المحاولات.

على عكس بعض الدول مثل المغرب، والجزائر، وتونس الذين أصبحوا يتحدثون الفرنسية أكثر من لهجتهم ولغتهم الأم.

فجميعاً نشاهد في التليفزيون بعض المسؤولين والممثلين ولاعبي كره القدم من تلك الدول يتحدثون الفرنسية وغير قادرين على تحدث اللغة العربية إلا بـكلمات بسيطة والذي لا يفهمها سواهم، متأثرين بثقافة الإحتلال علي الرغم من مرور وقت طويل علي رحيله.

أما المصريين حتي عندما دخلت اللغة العربية مصر قاموا بتمصيرها وأضافوا إليها لهجتهم ولغتهم القديمة محتفظين بهويتهم وعادتهم وتقاليدهم، فاللغة المصرية العامية ليست لغة عربية بكل مفردتها، والمصريين لم يتحدثوا اللغة العربية الفصحى من قبل ولا في اي عصر من العصور بل تحدثوا  لهجتهم العامية.

هذا بخلاف استخدام المصريين لبعض الكلمات من الثقافة الفرنسية والفارسية والتركية وتحويلها الى كلمات مصرية.

استخدم المصريين بعض الكلمات الفارسية مثل (بندر) بمعنى مرسى او ميناء، وعرفت في مصر بمعنى الحضر، و(استاذ) بمعنى معلم، و(بخت) بمعنى حظ، و(طُرشي) بمعنى مخلل، و(ترزي) من كلمة دَرزي الفارسية بمعنى خياط ، (مورستان) بمعنى مستشفى. وغيرها من الكلمات.

واقتبس المصريين ايضا بعض الكلمات من اللغة التركية مثل (أوضة) بمعنى غرفة، و(سراي) بمعنى قصر، و(كوبري) بمعنى جسر أو معبر، و(دوغري) بمعنى مستقيم أو طوالي، و(طز) بمعنى ملح وأصبحت تستخدم بعد ذلك للتقليل من قيمة الشيء او الشخص بغرض الأهانة، وكلمة (أفندم) بمعنى سيدي وتستخدم للرد على المنادي بمعنى نعم.

كما اشتهر المصريين بنطق حرف (ج) بطريقة خاصة بهم عن بقية العرب.

“العامية المصرية” لغة مستقلة بذاتها

البعض يعتبر العامية المصرية لغة مستقلة عن اللغة العربية لانها ليست مجرد لهجة يتعامل بها الناس في منطقة معينة.

اللهجة المصرية لها مفرداتها الخاصة وتعبيراتها ومصطلحاتها التي تميزها عن اللغة العربية كما ان لها أصل أفريقي، بلإضافة الى انها تستخدم مصطلحات كتير من اللغة العربية.

وكتب الكثير من الشعراء شعرهم بالعامية المصرية، وكذلك الحوار في الروايات يكتب بالعامية.

وبرغم من ان اللغة العربية هى اللغة الرسمية في مصر الا ان العامية المصرية هي لغة الاساسية في التعامل بين الناس على اختلاف اللهجات المستخدمة بطول مصر وعرضها، وهي لغة الحوار في الشارع وفي الأعلام والأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وأغاني.

العامية المصرية.. الأوسع انتشارا

في النهاية العامية المصرية اوسع اللهجات العربية انتشارا، حيث يستخدمها اكثر من 100 مليون نسمة، كما انها مفهومة في غالبية الدول الناطقة باللغة العربية في الادب والشعر والاعمال الفنية الاكثر قبولا في كل دول العالم العربي.

بعض كلمات العامية المقتبسة من اللغة المصرية القديمة

نستعرض معكم بعض الكلمات الذي يعتقد البعض منا أنها  طلاسم ولكن في حقيقة الأمر أنها جزء من اللغة المصرية القديمة:

“إمبو” معناها الشرب.

“مم” وتعني الأكل والطعام.

“تف” هو صوت البصق.

“نف” هو صوت مخاط الأنف.

“كخة او كخ” وتعني القذارة.

“تاتا تاتا” وتعني امشي.

“طنش” و تعني لم يستجب.

و”ست” وتعني امرأة.

“ياما” وتعني كثير.

“خم” وتعني خدعة.

“مقهور” ومعناها حزين.

“كركر” تعني ضحك كثيراً.

“كاني وماني” وهي اللبن والعسل.

“رخى – رخى” ومعناها انزلي

“سك الباب” تعني اغلق.

“نونو” وتعني الوليد الصغير.

“مكحكح” وتعني العجوز .

“بطح” يعني ضربه في الرأس وأسال دمه.

“هوسة و دوشة” ومعناهما ضجيج وصوت عالٍ.

“تح يابوي” هذا الكلمة مستخدمة في الصعيد وتعني شد أو اسحب.

“مدمس أو متمس”ومعناها الفول المستوى فى الفرن بواسطة دفنه في التراب.

“البعبع” مأخوذة من كلمة بوبو هي اسم لعفريت مصري مستخدم في تخويف الأطفال.

لهجة الاجداد ممتدة الى الأحفاد

“وحوي يا وحوي إياحة” تلك الأغنية المشهورة التى يتغنى بها الأطفال عند قدوم شهر رمضان.. ترجع قصتها عندما خرج الشعب المصري يحي الملكة إياح حتب أم الملك أحمس طارد الهكسوس فكانوا بيقولوا ”واح واح إياح ” بمعني تعيش تعيش إياح” ومع الزمن تحورت الكلمات وأصبحت “وحوى يا وحوى إياحه “.

كل ما سبق وأكثر كلمات مصرية يتم تداولها فيما بيننا بشكل يومي، ويعني ذلك ان المحتل لم ينجح في ان ينقل لغته وثقفته الينا، أو يؤثر على الهوية المصرية، بل حدث العكس تماماً كان الجنود الفرنسيين والانجليز يتعلمون اللهجة المصرية  “العربي المكسر”

 لكي يسهل عليهم التعامل مع المصريين، ولم يقف الامر على تعليم تلك اللهجة، بل اخذوا بعض الكلمات وقاموا بتحويرها الى الفرنسية والإنجليزية، هم من خرجوا من مصر متأثرين بثقافتها وهويتها، فالمصري يؤثر ولا يتأثر بأحد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى