نشر البنك المركزي السعودي بيانا في ٥ يونيو الماضي يعلن إنضمامه إلى مشروع بنك التسويات الدولية (BIS) الخاص بالعملة الرقمية للبنك المركزي عبر الحدود (mBridge)، والذي يُنظر إليه كخطوة نحو تقليص تجارة النفط العالمية بالدولار الأمريكي.
ويعد هذا المشروع أول نظام للمدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية المخصصة للمؤسسات المالية.
وبموجب الخطوة، التي أعلنها بنك التسويات الدولية، الأربعاء، سيكون المركزي السعودي “مشاركا كاملا” في مشروع إم.بريدج وهو تعاون جرى إطلاقه في عام 2021 بين البنوك المركزية في كل من الصين وتايلاند والإمارات.
ويذكر أن “اتفاقية البترو دولار” المبرمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في عام 1974، والتي وافقت فيها المملكة العربية السعودية على بيع النفط بالدولار الأمريكي حصريًا، قد انتهت صلاحيتها في 9 يونيو من هذا العام. ولم تعلق واشنطن أو الرياض على الأمر حتى الآن.
“البترو دولار”
وهي الإيرادات التي تُدفع للبلد المصدّر للنفط بقيمة بالدولار الأمريكي، حيث تم توقيع الاتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في أعقاب الحظر النفطي الذي فرضته منظمة “أوبك “في 1973-1974 بسبب المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
وفي وقت سابق، في عام 1971، أنهت الولايات المتحدة قابلية تحويل الدولار إلى ذهب، محولةً نظام بريتون وودز الثابت بالدولار والذهب إلى نظام عملة ورقية وأكثر تقلباً.
كما أقنعت المملكة العربية السعودية منتجي النفط الآخرين بدول الخليج في “أوبك” ببيع نفطهم الخام بالدولار الأمريكي، وهكذا، أصبح الدولار “مربوطاً” بالنفط بدلاً من الذهب.
ويتم تسعير ما يقرب من 80% من مبيعات النفط العالمية بالدولار، أما الآن فتتحول روسيا وإيران والمملكة العربية السعودية والصين وغيرها بشكل متزايد إلى العملات المحلية في تجارة الطاقة.
وفي عام 2023، تم شراء 20 في المئة من النفط العالمي بعملات أخرى، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وهناك اتجاه من عدة دول لكسر هيمنة الدولار بشكل كبير، وبسبب ذلك فإن قدرة الولايات المتحدة المالية سوف تتضاءل وسينكمش الاقتصاد الامريكي، وفقًا لخبراء الاقتصاد الدوليين.