خلال الساعات القليلة المقبلة، سنضاعف من الخدمات الإخبارية والتحليلية الخاصة بالمشهد التركي، حيث أننا على أبواب واحدة من أكثر الانتخابات التركية مصيرية، ليست على تركيا وحدها بالطبع بل على إقليمها بكل زواياه الشرق أوسطية والأوروبية والعالم.
قبل ساعات من انطلاق الانتخابات في الداخل، تشتعل المنافسة لتصل لحدود لم بتوقعها البعض، حتى أصبح غير مستبعدا سقوط أردوغان .. فالأجواء مشتعلة واستطلاعات الرأي تزيدها اشتعالا، بالذات بعد اعلان المرشح الرئاسي “محرم إنجه” انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية خلال مؤتمر صحفي شهير.
قال المرشح المنسحب أنه تعرض لحملات تشوية وابتزاز مما دعى مكتب المدعى العام التركي بفتح تحقيق حول تصريحات إنجه، الذي دعا أنصاره للتصويت لحزبه في الانتخابات البرلمانية من أجل الحفاظ على المبادئ التي قامت عليها الجمهورية التركية.
وتسود حالة من القلق السياسي بعد قرار الانسحاب انعكست على عقد تحالف المعارضة ( الطاولة السداسية ) اجتماع طارىء لبحث تأثير القرار على عملية التصويت لاسيما وأنه رفض سابقاً الانسحاب من الانتخابات والدخول في تحالف المعارضة ، ولهذا سوف يتسبب انسحابه في تغيير المعادلة السياسية ، كما أثار تساؤلات حول قرار إنسحابه قبل موعد الإنتخابات بثلاثة أيام فقط .
ولعل أبرز التساؤلات بعد انسحاب إنجه من السباق الرئاسي هى كيفية سير العملية الإنتخابية ومصير الأصوات التى حصل عليها فى عملية التصويت التي انتهت بالفعل في الخارج.
كانت استطلاعات الرأي السابقة تشير إلى إمكانية حصول إنجه على نسبة تصويتية تتراوح بين 2% – 5% من إجمالي أصوات الناخبين ، وبالتالي فإن انسحاب إنجه سيعمل على تغيير خريطة الكتل التصويتية للمرشحين.
في هذا الإطار صرح ممثل الهيئة العليا للانتخابات في تركيا ” مصطفى تولجا ” بأنه لن يتم تغيير بطاقة الإقتراع وسوف تستمر العملية الانتخابية كما هي، وصرح “فاتح أربكان” رئيس حزب الرفاة من جديد ( المتحالف مع العدالة والتنمية ) معلقاً على انسحاب محرم إنجه من السباق الرئاسي بأن جزء من الكتلة التصويتية للمرشح المنسحب سوف تصوت لصالح مرشح تحالف الجمهور ” أردوغان” وجزء سيصوت لصالح مرشح تحالف المعارضة ” كمال كليتشدار أوغلو ” فيما الكتلة التصويتية الأكبر لن تشارك في الانتخابات وهو ما تؤكده تصريحات إنجه خلال المؤتمر الصحفي.
من هو محرم إنجه:
سياسي تركى بارز يبلغ من العمر ٥٩ عام.
بدأ حياته السياسية مبكراً وشغل منصب السكرتير العام لجمعية الفكر الأتاتوركي عام 1996 ، واُنتخب نائب في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري 4 مرات، وترشح لرئاسة الحزب عام 2018.
خاض انتخابات الرئاسة أمام مرشح العدالة والتنمية “أردوغان” عام 2018 واستطاع أن يحصل على قرابة 31% من أصوات الناخبين.
انفصل عن حزب الشعب الجمهوري وأسس حزب البلد عام 2021.