الشعب يقاطع مستغليه
متابعة: نسرين طارق
تحت عنوان «خليه يعفن» بدأت حملة مقاطعة السمك وذلك تماشيا مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاطعة شراء السلع ذات الأسعار المرتفعة، ” الحاجة الغالية متشتروهاش”.
حيث دشن مجموعة من اهالي بورسعيد حملة كبيرة لمقاطعة الأسماك لمدة شهر بعد ارتفاع أسعارها لأرقام غير مسبوقة.
انطلقت الحملة من بورسعيد ومنها امتدت إلى السويس والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية والإسكندرية، حتى وصلت لـ 25 محافظة.
نجحت الحملة خلال أيامها الأولى في تخفيض الأسعار ورغم ذلك مازالت مستمرة وسط إصرار المواطنين على عدم الشراء.
وتعرض تجار الأسماك في 8 محافظات مصرية هي الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والسويس والغربية لخسائر فادحة بسبب الحملة.
أسعار غير مسبوقة
بدوره قال أحد مؤسس الحملة والتي أطلق عليها “خليها تعفن” إنه قرر إطلاق الحملة بسبب وصول الأسعار لأرقام غير مسبوقة لا تناسب محدودي الدخل.
بالإضافة إلى وجود حالة انفلات في الأسواق، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة المسؤولين لضبط الأسعار وإحكام الرقابة على السوق، ومع ذلك لم يرتدع التجار، مضيفا أنهم واصلوا رفع الأسعار وبنسبة 2000% حتى وصل سعر سمك البلطي إلى 100 و200 جنيه للكيلو والسردين إلى 150 جنيها.
أما الجمبري والسوبيا والبربوني وموسي فأسعارها لا تناسب سوى الأثرياء رغم وقوع محافظة بورسعيد وعدة محافظات أخرى على ساحلي البحر المتوسط والأحمر ووجود مزارع كبيرة وعديدة لتربية الأسماك في كافة المحافظات الساحلية.
اسواق السمك خالية من المشترين
ولأول مرة تخلو أسواق الأسماك من عملائها وروادها وتعرض الأسماك التي لا تجد من يشتريها للتلف.
تشديد العقوبات
أشار أحد مؤسسو الحملة الذي شارك في جلسات الحوار الوطني أنه طالب بتخفيض أسعار الأسماك والسلع والخدمات وضبط الأسواق وفرض الرقابة على التجار، وتشديد العقوبات على المخالفين والمحتكرين.
وأضاف أن الأسماك عنصر غذائي مهم لتوفير البروتين للمصريين وكانت أسعارها في متناول الجميع لتعويض ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم وبعد دخولها هي الأخرى قائمة السلع مرتفعة السعر، بات واجبا مقاطعتها لحين التزام التجار ووصولها للسعر الذي يناسب الجميع .
المقاطعة هي الحل
وقال إن سبب اختيار الأسماك لمقاطعتها بعد ارتفاع سعرها هو أنها سريعة التلف ولو استمرت خارج المياه لمدة يومين تفسد وتتلف.
وأعرب عن سعادته بالتزام المواطنين ومقاطعتهم للأسماك، مطالبا بمقاطعة أي سلعة يرتفع سعرها لأرقام غير منطقية لا تناسب المواطنين.
وقال إنه وبعد إطلاق الحملة انخفض سعر السمك لأرقام كبيرة، حيث وصل سعر البلطي إلى 30 جنيها بعدما وصل إلى 100 و200 جنيه ومع ذلك مازال المواطنون يمتنعون عن الشراء وسيظلون هكذا حتى تنخفض الأسعار تماما، وتصل لأرقام تناسبهم وتناسب كافة محدودي الدخل.
رد فعل التجار
حقق التجار، أرباح كبيرة خلال الفترة الماضية، وعلقوا غلاء الأسعار على شماعة ارتفاع سعر السولار والعمالة.
ومع رفض التجار خفض أسعار السمك، كانت صدمتهم كبيرة بالنسبة لالتزام المستهلكين بالحملة.
محاربة الغلاء بالاستغناء
الحملة حققت نجاحا غير متوقع على الإطلاق، فهل ينجح المصريون في محاربة الغلاء بالاستغناء، ومقاطعة الاسماك واللحوم والدواجن والبيض، لضبط أسعارهم؟
وتنتقل الحملة من محافظة لأخرى، وتصبح ثقافة عامة، ويعرف التجار ان الشعب يستطيع فرض كلمته.