fbpx
تقارير

الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية بين فوائد الاستخدام ومخاطر الانتحال

متابعة: عبد الرحمن سليمان

يشهد العالم الأكاديمي تصاعدًا في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، مما يثير تساؤلات معقدة حول متى وكيف يجب السماح باستخدام هذه التكنولوجيا في الكتابة الأكاديمية.

هذا العام، كانت هناك العديد من حالات الانتحال في الأوساط الأكاديمية، من استقالة رئيس جامعة هارفارد إلى كشف نصوص منسوخة في تقارير المراجعة النظيرة. ويرى بعض الخبراء أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يزيد من مشكلة الانتحال.

جوناثان بيلي، مستشار حقوق الطبع والنشر والانتحال، يقول: “هناك طيف واسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة، من الكتابة البشرية بالكامل إلى الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي. وفي الوسط، هناك مساحة كبيرة من الارتباك.”

تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي توفير الوقت، وكذلك قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على جعل النصوص أكثر وضوحًا وسهولة في الفهم، وتقليل الحواجز اللغوية.
ومع ذلك، يثير استخدامها تساؤلات حول الانتحال، حيث يمكن أن تنتج نصوصًا مشابهة جدًا للأعمال المنشورة مسبقًا دون الإشارة إلى المصدر، مما يجعل من الصعب اكتشاف الاستخدام غير المشروع لهذه الأدوات.

في استطلاع أُجري في عام 2023 وشمل 1600 باحث، أعرب 68% منهم عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي سيجعل الانتحال أسهل وأصعب اكتشافه.
ديبورا ويبر-وولف، خبيرة الانتحال في جامعة العلوم التطبيقية في برلين، تقول: “الجميع قلقون بشأن استخدام الآخرين لهذه الأنظمة، وهم قلقون بشأن عدم استخدامهم عندما يجب عليهم.”

تدعو بعض الجامعات والمجلات الأكاديمية إلى زيادة الشفافية حول استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على ضرورة الكشف الكامل عن استخدام هذه الأدوات في الأبحاث والكتابات الأكاديمية.
يظل النقاش حول الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية محتدمًا، حيث تسعى المؤسسات إلى وضع توجيهات واضحة للحفاظ على النزاهة الأكاديمية.
يُظهر هذا النقاش أهمية التوازن بين فوائد الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية ومخاطر الانتحال، حيث يسعى الباحثون إلى استخدام هذه الأدوات بطريقة مسؤولة وأخلاقية.
هل تسمح الجامعات للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي ؟
من الجدير بالملاحظة أن ليس كل الجامعات تسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتلك التي تسمح بذلك لديها قواعد ومعايير صارمة لضمان عدم انتهاك الطلاب للسياسة الأكاديمية.
بالنسبة للجامعات التي تتحرك نحو تبني التكنولوجيا – مثل جامعة RMIT ، وجامعة سوينبورن للتكنولوجيا، وجامعة أديلايد، وجامعة كوينزلاند، من بينها – تختلف القواعد والمعايير.
والرابط المشترك هو أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يعزز التعلم، وليس يثبطه، وهذا يعني أنه يجب عليك استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع ما تعتبره الجامعة مقبولاً والإشارة بوضوح إلى أي استخدام للذكاء الاصطناعي.
وتقول الدكتورة كيتي جانسن، التي تدرس مادة تمهيدية في السنة الأولى حول اللغة الأكاديمية ومحو الأمية والحساب في التعليم بجامعة سوينبورن للتكنولوجيا، إنهم يسمحون للطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي طالما أنهم يستخدمونه بشكل مناسب ومسؤول.

ويقول الدكتور جانسن، الذي يشرح أن قواعد كل وحدة مختلفة: “إذا استخدم الطلاب الذكاء الاصطناعي، فيجب أن يكون ذلك متوافقاً مع ما يعتبر مناسباً للوحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى