الجولان تنتصر: مصادمات دموية بين الدروز وجيش الاحتلال بسبب مشروع غامض.. يقتلونهم بالدرونز.. والسوريون يهرعون لنصرة أقاربهم
كتب – فريد حمزة
ومتابعة من سوريا- أشرف التهامى
كنا أول موقع مصري يتابع ما يحدث في الجولان المحتلة بين الدروز وسلطات الاحتلال، والآن الأمور تتصاعد، والاشتباكات وصلت لحد دموى، وأهالى الدروز خلف الحدود في الجولان المتحررة، جاءوا لدعم أقاربهم ضد الإسرائيليين، ورئيس الوزراء بنيامين نتياهو ترك الأحداث المتصاعدة في الضفة الغربية ليلتقى مع الزعيم الروحى للدروز في محاولة للتهدئة.
الأمر وصل إلى أن واجهت سلطات الاحتلال المتظاهرين الدورز المتعارف على أنهم الأقرب بين كل الأعراق العربية للإسرائيليين، حتى أن أبنائهم يخدموا في جيش الاحتلال..الذي يتطاول عليهم الآن
وعملت طائرات بدون طيار على تفريق تظاهرة للدروز مناهضة لإقامة طواحين هواء ضخمة في مرتفعات الجولان، وتلقي عليهم قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وغير معروف إن كان تم إلغاء جلسة الشهود المتعلقة بمحاكمة نتنياهو في قضية الفساد 4000، والتي كانت مقررة اليوم، وستعقد الجلسة المقبلة يوم الأحد، بهذه الاوضاع المتصاعدة في كل مكان.
وهناك إصابات خطيرة في الاشتباكات العنيفة التى وقعت بين مئات للدروز والشرطة الإسرائيلية، على خلفية اعتراضهم على إنشاء توربينات هواء هناك، لا يعرفون سرها.
فيما تدخلت قوى لبنانية وفلسطينية في المشهد لدعم الدروز في مقاومتهم، حيث قالت حركة حماس في بيان لها علقت فيه على احتجاج الدروز: “نؤيد ونتضامن مع أشقائنا في الجولان السوري المحتل”.
فيما قال وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش عن الاحتجاجات الدورزية : “أعمدة التوربينات تقام وفق القانون، ويجب أن تستمر الأعمال حتى تكتمل ولا يجب الاستسلام للعنف ونطالب أبناء الطائفة الدرزية للعمل على تهدئة الأنفس”.
قبل فترة وجيزة أجرى مفوض الشرطة الإسرائيلية تقييماً للوضع عقب الاحتجاجات في الجولان، ويقدم الدعم الكامل لقوات الأمن التي تشارك في تأمين أعمال بناء التوربينات وسط تعتيم كبير حولها، أوعز قائد المنطقة الشمالية بمواصلة الحوار قادة الطائفة الدرزية.
وشارك آلاف الدروز في المظاهرات ضد إقامة مروحيات هوائية في قرى درزية في هضبة الجولان.
وأصيب ثلاثة متظاهرين دروز بينهم اثنين بصورة خطيرة خلال احتجاج آلاف الدروز في هضبة الجولان. وتم نقل الجرحى إلى مستشفى زيو في صفد في سمال فلسطين التاريخية، أحدهما في العشرينات من العمر يعاني من إصابة جراء إطلاق نار والمصاب الآخر في الأربيعنيات من العمر.
من جانبها ذكرت الشرطة أن عشرات المتظاهرين حاولوا السيطرة على نقطة للشرطة في بلدة مسعدة في الجولان، وقالوا إنهم قاموا بالقاء الحجارة وثقف واشعال إطارات سيارات الشرطة.
ونشرت الشرطة بيانا استثنائيا ، أوصت خلاله عدم الوصول الى “منطقة هضبة الجولان” خصوصا في منطقة بقعاثا..
وفي البيان الصادر عن الشرطة لاسرائيلية ذكر إن المتظاهرين الدروز” ألقوا الحجارة والألعاب النارية والزجاجات الحارقة تجاه قوات الشرطة التي تتواجد في المكان.
وقام عناصر الشرطة وحرس الحدود الذين تواجدوا في المكان بالرد من خلال استخدام وسائل تفريق المظاهرات. وحتى أن أحدهم أطلق النار بعد أن شعر بأن خطرا يتهدد حياته بصورة فورية ،وذلك بعد أن اقتربت منه مجموعة من الملثمين حيث ركض أحدهم تجاهه وهو يحمل غرضا”.
وأضاف البيان بأن شرطة إسرائيل تطالب قادة الطائفة الدرزية تحمل مسؤولية قبول الاجراءات القانونية التي تتم في إطار مشروع المروحيات الهوائية . وتجنب نشر الأخبار الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي حول وقوع جرحى”.
ويشار الى أن مواجهات اندلعت أمس بين متظاهرين دروز يعارضون إقامة المروحيات الهوائية للطاقة المتجددة بمواقع في قراهم
بدروه، قال الوزير اللبناني السابق غازي العريضي، في حديث إلى الميادين: “ليس غريباً كل ما يجري في الجولان، والمشروع الاسرائيلي مستمر”.
وأشار العريضي إلى أنّ ما يقوم به أبناء الجولان “ليس غريباً في التصدي لمشاريع الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفاً أنّ “أبناء الجولان يقفون موقفاً تاريخياً مشرفاً في وقت تقول فيه جنين أيضاً كلمتها النوعية”.
وأعلن العريضي في حديثه إلى الميادين عن تواصل بشكل غير مباشر من وقت إلى آخر مع أبناء الجولان.
من جهته، قال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إنّ “ما من كلمات تعبر عما يقوم به شبابنا وشيوخنا في الجولان بمواجهة الغطرسة الإسرائيلية”.
وأضاف أرسلان: “مع الأسف، هناك غياب للوعي لدى العديد من الدول العربية والإسلامية إزاء التعديات الإسرائيلية”.
الاحتلال لم يعزل الجولان السوري كما فعل في غزة والضفة لأنه كان يسعى لتحقيق لنوع من الانصهار مع كيانه.
وفي الساعات الماضية، تجمع المئات من أهالي الجولان المحتل احتجاجاً على إقامة الاحتلال الإسرائيلي مراوح الطاقة في أراضيهم.
واستقدم الاحتلال الإسرائيلي تعزيزات كبيرة، وأغلق جميع الطرق المؤدية إلى منطقة الحفاير المزمع إقامة التوربينات الهوائية عليها.
إضافةً إلى ذلك، اعتدت قوات الاحتلال الاسرائيلي بقنابل الغاز على المتظاهرين من أهالي الجولان السوري المحتل.
بدورها، أفادت مراسلة الميادين بأنّ حشوداً كبيرة من أهالي الجولان تتوجّه إلى مواقع عمل آليات شركة التوربينات بهدف التصدّي للاحتلال، لافتةً إلى أنّ الأخير يقوم بإغلاق مفترقات طرق تؤدي إلى الأراضي الزراعية لمنع وصول الأهالي إلى موقع عمل الآليات.
وقالت المراسلة إنّ “الاحتلال أبعد المحتجين عن موقع بناء مراوح الطاقة بعدما قاموا بإشعال الإطارات”، مضيفةً أنّ الاحتلال يستخدم الرصاص المطاطي بكثافة باتجاه المحتجين العزل.
وهذا الواقع إنه ليس كل الدروز كما تروج عنهم وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقالوا عنهم إنه حتى السوريين منهم هربوا لإسرائيل للحصول على الجنسية الإسرائيلية كأقاربهم، مع تردى الأوضاع في سوريا خلال السنوات الماضية.
فقالوا إنه بعد سنوات من تجنب العروض الإسرائيلية، بهدوء يتقدم عدد قياسي من الدروز بطلبات للحصول على الجنسية الإسرائيلية، ليس بدافع اكتشاف جديد للصهيونية، وإنما بدافع الراحة وبسبب شعور بالابتعاد عن دمشق
في العقود الأربعة التي انقضت منذ أن إحتلت إسرائيل فعليا مرتفعات الجولان إليها، حافظ السكان الدروز في المنطقة بحماس على هوياتهم وأساليب عيشهم السورية. من اللافتات التي لا تعطي أي مساحة للعبرية إلى المزارع التي تشحن منتجاتها عبر الحدود بدلا من شحنها إلى أسفل الطريق، يمكن للزوار أن يلحظوا كيف رفض المجتمع تماما الاندماج في إسرائيل، وحافظ بدلا من ذلك على روابط تجارية واجتماعية وأكاديمية قوية مع سوريا.
لم يحدث تحسن الوضع الاقتصادي للسكان الدروز ولا الجهود المتضافرة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لقطع هذه الروابط أي فرق.
ومع ذلك، حدث تحول هادئ في السنوات الأخيرة. بعد سنوات من الرفض شبه الشامل لعروض المواطنة الإسرائيلية، بدأ عدد دروز الجولان الذين يتقدمون بطلبات ليصبحوا مواطنين إسرائيليين في الارتفاع.
تظهر الأرقام الحكومية الرسمية التي تم الحصول عليها من خلال طلب حصول على المعلومات بموجب قانون حرية المعلومات قدمته “شومريم”، عبر منظمة حرية المعلومات غير الحكومية، أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، قفز عدد طلبات الجنسية التي قدمها سكان مرتفعات الجولان الدروز تدريجيا من 75 طلبا في 2017 إلى 239 في 2021.
من المرجح أن يكون العدد في 2022 أعلى من ذلك. في النصف الأول من العام فقط، تم تقديم 206 طلبات.
أسباب التغيير ليست واضحة تماما، ولكن يبدو أنها مرتبطة بما تسميه التقارير الإسرائيلية الحرب الأهلية السورية، مما جعل الروابط مع دمشق أكثر صعوبة في الحفاظ على المواقف وتغيير المواقف تجاه النظام السوري. قد تلعب التحولات الجيلية دورا أيضا، حيث أن العديد من دروز الجولان الذين بلغوا سن الرشد اليوم مرتبطون بسوريا فقط من خلال الروايات والقصص.. لكن ما يكشف الكذب الإسرائيلي أن الدروز رفضوا التحاور مع معد هذه الترويجات.