البنك المركزى يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير
متابعة: بسنت عماد
قرر البنك المركزي المصري، الحفاظ على سعر الفائدة الرئيسية على الجنيه، في اجتماع لجنة السياسة النقدية اليوم الخميس، للمرة الخامسة على التوالي، عند مستوى 27.25% للإيداع 28.25% للإقراض.
وكان البنك المركزي المصري قد قرر تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير في آخر 4 اجتماعات للجنة السياسة النقدية في مايو ويوليو وسبتمبر 2024، بعد الرفع الاستثنائي للفائدة في شهر مارس.
وقالت لجنة السياسة النقدية، إنه على الصعيد العالمي، ساهمت السياسات النقدية التقييدية التي انتهجتها اقتصادات الأسواق المتقدمة والناشئة في انخفاض التضخم عالميًا، وعليه اتجهت بعض البنوك المركزية إلى خفض أسعار العائد تدريجيًا مع الإبقاء على المسار النزولي للتضخم للوصول به إلى مستوياته المستهدفة.
وتابعت: وبينما يتسم معدل النمو الاقتصادي بالاستقرار إلى حد كبير، فإن آفاقه لا تزال عُرضة لبعض المخاطر، ومنها تأثير السياسات النقدية التقييدية على نمو النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية.
وأوضح البيان أنه رغم زيادة التوقعات بانخفاض الأسعار العالمية للسلع الأساسية، خاصة الطاقة، فإن المخاطر الصعودية المحيطة بالتضخم لا تزال قائمة، حيث تظل أسعار السلع الأساسية عُرضة لصدمات العرض مثل الاضطرابات العالمية وسوء أحوال الطقس.
أما على الجانب المحلي، أوضحت المؤشرات الأولية للربع الثالث من عام 2024 نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بوتيرة أسرع من 2.4% المسجلة خلال الربع الثاني من العام نفسه. وتشير توقعات النشاط الاقتصادي للربع الرابع من عام 2024 إلى استمرار اتجاهه الصعودي، وإن لم يحقق طاقته القصوى بعد، مما يدعم المسار النزولي للتضخم على المدى القصير، ومن المتوقع أن يتعافى بحلول السنة المالية 2024/2025.
وفيما يتعلق بمعدل البطالة، فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا إلى 6.7% خلال الربع الثالث من عام 2024 مقابل 6.5% خلال الربع الثاني من العام نفسه، حيث لم تواكب وتيرة توفير فرص العمل معدلات نمو الوافدين على سوق العمل.
وقال البيان، إن التضخم السنوي العام ظل مستقرًا إلى حد كبير للشهر الثالث على التوالي عند 26.5% في أكتوبر 2024، مدفوعًا بشكل أساسي بارتفاع أسعار السلع غير الغذائية المحددة إداريًا مثل غاز البترول المُسال (أسطوانات البوتاجاز) والأدوية.
ويأتي هذا متسقًا مع انخفاض التضخم الأساسي السنوي بشكل طفيف إلى 24.4% في أكتوبر 2024 مقابل 25.0% في سبتمبر 2024، وكذلك مع تراجع التضخم السنوي للسلع الغذائية، الذي بلغ 27.3% في أكتوبر 2024، وهو أدنى معدل له منذ عامين.
ولفت البيان إلى أن هذه النتائج، جنبًا إلى جنب مع تباطؤ وتيرة معدلات التضخم الشهرية، تشير إلى تحسن توقعات التضخم واستمراره في المسار الهبوطي، رغم تأثره بإجراءات ضبط أوضاع المالية العامة.
كما تشير التوقعات إلى استقرار التضخم عند مستوياته الحالية حتى نهاية عام 2024، وإن كانت تحيط به بعض المخاطر الصعودية، مثل استمرار التوترات الجيوسياسية، وبوادر عودة السياسات الحمائية، واحتمالية أن يكون لإجراءات ضبط المالية العامة تأثير يتجاوز التوقعات.
وقالت لجنة السياسة النقدية، إنه من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم على نحو ملحوظ بدءًا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق التأثير التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس.
وفي ضوء التطورات على المستويين المحلي والعالمي، رأت اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يُعد مناسبًا إلى أن يتحقق انخفاض ملموس ومستدام في معدل التضخم.
وأشارت إلى أنها ستواصل اتباع نهج قائم على البيانات لتحديد مدة التشديد النقدي المناسبة، وبناءً على تقديرها لتوقعات التضخم، وتطور معدلات التضخم الشهرية، وفعالية آلية انتقال السياسة النقدية.
يذكر ان منذ بداية عام 2024 رفع المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار 800 نقطة أساس حيث صعدت بمقدار نقطتين مئويتين في اجتماع فبراير، ثم 6 نقاط مئوية في الاجتماع الاستثنائي بمارس.