معرض “المتروبوليتان”.. انتصارات جديدة للأفروسنتريك وسط غياب كامل للمصريين
إعداد: نسرين طارق
أقام متحف المتروبوليتان معرض تستمر فعالياته حى يناير عام 2025 بعد أعمال تجديد تكلّفت عشرات الملايين من الدولارات، يعيد متحف «متروبوليتان» للفنون فى نيويورك فتح جناح “مايكل س. روكفلر” الذى يستضيف منذ عام 1982 جميع فنون إفريقيا، وذلك رغبة من إدارته فى التركيز الأكثر انفتاحا على إفريقيا وتاريخها الثقافى الممتد على ٣ آلاف عام، والأقل تركيزا على الغرب.
يحتل المتحف المركز الرابع فى العالم من حيث معدلات الارتياد ــ بعد اللوفر والمتحف البريطانى ومتاحف الفاتيكان ــ يجذب الزائرين الأمريكيين من أصل إفريقى وأفارقة الشتات، وفق ماكس هولين المدير العام للمتحف، يذكر الموقع الرسمي للمتحف في مقدمته على معرض” الأصل الأفريقي للحضارة” اليوم، يعترف العلماء عالميًا بأن أفريقيا هي مصدر أسلافنا المشترك، ويسلط المعرض الضوء على ٤ آلاف عمل إفريقى من إجمالى 1٫5 مليون قطعة مرتبطة وأكثر من 200 ثقافة ممتدة على ثلاثة آلاف عام فى حوالى 40 بلدا فى المنطقة المعروفة حاليا بإفريقيا جنوب الصحراء. لعرض الفنون الإفريقية، لتقديم منظور أوسع بكثير ومنفتح على إفريقيا قبل أكثر من 40 عاما.
جناح «روكفلر» سجل بالفعل تطورا كبيرا لهذا المتحف الذى أسسه وموّله رعاة ورجال أعمال وجامعون أمريكيون للأعمال الفنية من أوروبا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط حتى من العصور القديمة اليونانية والرومانية.
محاولة جديدة للالتفاف على الحضارة المصرية
معرض المتروبوليتان محاولة جديدة لمنظمة الافروسنتريك لسرقة الحضارة المصرية القديمة ونسبها لهم، و الالتفاف على الحضارة المصرية والفن المصري بعرض تماثيل مصرية قديمة بجوار تماثيل مقاربة لها فى شكل حركة التمثال او الملابس للإيحاء بأن الفن المصري القديم أصله إفريقي.
لطالما دأب أفراد منظمة”الافروسنتريك ” أو المركزية الإفريقية، على مدار العقود الماضية، على محاولة إقناع العالم بأن التاريخ تم تزويره لصالح المستعمر الأبيض، وأن الحضارة أصلها افريقى، والإنسان أصله أسمر، وفى عام 1974 ظهر كاتب مدعي سنغالى الجنسية اسمه انتاديوب وألف كتاب عن “الأصول الزنجية للحضارة المصرية “.
وتم ترجمة هذا الكتاب عام 1995 على يد حليم طوسون مصرى من أصول تركية، وفى عام 2008 ظهر كتاب جديد من جمهورية الكونغو تم ترجمته فى المركز القومى للترجمة عن”مساهمة إفريقيا فى الرياضيات العالمية “ترجمه للعربية حسام الدين زكريا، حيث حول الكتاب كل إنجازات مصر القديمة لانجازات للافارقة.
وعام 2015اقتحم أعضاء من المنظمة المركزية الإفريقية السفارة المغربية في فرنسا، وبدأوا يطالبوا بطرد المغاربة من المغرب وضمها للأفارقة السود، وأصبح الترويج الواسع لفكر الافروسنتريك وهو نسب الحضارة كلها لأفريقيا ينتشر بشكل كبير، وغير مفهوم من خلال أبحاث مرورا بمقالات، ونظريات مؤمن بها مدعى علم البعض منهم للأسف مصريين بالإضافة لغير المختصين، أو المأجورين.
فى عام 2017 قام معرض “المتروبوليتان” بأمريكا بالترويج لهذا الفكر وعمل معرض تكريما للكاتب السنغالي انتاديوب رائد الافروسنتريك بعنوان “الأصل الأفريقى للحضارة”.
كما قام المتحف البريطانى بعمل محاضرة لأحد أعضاؤه للترويج لنفس الادعاءات، حتى وصل الأمر أن متحف اللوفر أقام معرض “الفراعنة السود “ودعى إليه أعضاء السفارة السودانية،
الوضع لم يقف عند هذا الحد بل ذهب بعض الأشخاص من دول إفريقية، ووفود أفروامريكان بعمل طقوس غريبة أثناء الليل داخل غرفة دفن سنفرو بالهرم الأحمر بدهشور، وداخل حجرة دفن خوفو بالهرم الأكبر، ومعبد الكرنك، ومناطق أثرية أخرى بدعوى أنها أثار أجدادهم الأفارقة.
الموضوع تعدى فكرة الادعاء بل أصبح فكرهم ينتشر حتى فى الأعمال الفنية، فى هوليود ظهرت بلقيس ملكة سبأ سمراء البشرة، كما ظهرت نفرتيتى فى الفيلم الوثائقي عن الحضارة المصرية على Watch it سوداء، مما يدل على محاولة حثيثة لترسيخ الفكرة بشكل أو بآخر.
كيف يتم إغفال هذا الأمر؟
الفليسوف والمؤرخ الأمريكى وليام جيمس ديورانت يقول فى مقدمة كتابه عن قصة الحضارة “لايمكن إحتلال حضارة عظيمة من قبل قوة خارجية إذا لم تدمر نفسها من الداخل ” وهذا تحديدا الخطر الحقيقى على هويتنا المصرية، حيث تسعى منظمة الافروسنتريك مرارا وتكرارا لسرقة الحضارة المصربة بطرق مختلفة مثل حرصهم على تنظيم مؤتمر يوم ٢٥ فبراير الماضى، إللى ان ألغي المؤتمر وتم إيقافه نتيجة جهود عدد كبير من المدركين لخطر هذا الفكر من أبناء الشعب المصرى المحبين لوطنهم، وكذلك محاولاتهم المستمرة لعمل فعاليات في مصر”، ولم نجد أي رد فعل مصري على تلك المحاولات الا من خلال حملات فردية على السوشيال ميديا، أو إلغاء أمنى للحفلات أو المؤتمرات التي ينظمها مروجي فكرة الأفروسنتريك.
نتمنى خلال الفترة القادمة أن تنظم وزراة الثقافة أو السياحة والآثار فعاليات للرد على هذا الهجوم الممنهج لسرقة الحضارة المصرية.