إعداد: نسرين طارق
أفتتحت مصر في أغسطس 2015 مشروع ازدواج جزء من قناة السويس بطول 35 كم، الذي اشتهر باسم «قناة السويس الجديدة»، وتم تنفيذه خلال عام واحد فقط بمشاركة العديد من الشركات الأجنبية لتنفيذ أعمال الحفر وتجهيز المجرى الملاحي.
حفر «قناة السويس الجديدة» كلف نحو 2.5 مليار دولار، في حين بلغت إيرادات القناة في 2015 (سنة الافتتاح) نحو 5 مليارات دولار، وشهدت إيرادات القناة زيادة تدريجية حتى وصلت في 2023 إلى 10 مليارات دولار.
قناة السويس الممر الملاحي العالمي الأكثر أهمية، لمصر والعالم، نظرا لوجودها بمنطقة حيوية مهمة من العالم.
ومنذ ايام أعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن مشروع الازدواج الكامل بطول قناة السويس خلال مشاركته، في مؤتمر للنقل البحري واللوجستيات.
دراسة مشروع ازدواج القناة بالكامل
دراسة المشروع تتم بالتعاون مع شركتين دوليتين، وهم (محرم باخوم، ودار الهندسة).
قناة السويس الحالية يوجد بها قرابة الـ 80 كيلو غير مزدوجين، ويهدف المشروع لحفر الـ 80 كيلو لتكون القناة مزدوجة بطول 192 كيلو متر.
الازدواج لـ 80 كيلومتراً في قناة السويس لا يوجد فيها ازدواج، منها 50 كيلومتراً في الشمال و30 كيلومتراً في الجنوب.
وكانت هيئة قناة السويس قد انهت المرحلة الأولى من مشروع تطوير القطاع الجنوبي بتوسعة القناة 40 مترا جهة الشرق من الكم 132 ترقيم قناة إلى الكم 162 كم، فيما يجري العمل للانتهاء من الجزء الثاني من تطوير القطاع الجنوبي بمشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى بطول 10 كم من الكم 122 ترقيم قناة إلى الكم 132 ترقيم قناة، حيث تمت إزالة ما يقرب من 46.5 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بنسبة إنجاز بلغت 75%.
مشروع الازدواج الكامل للقناة ما زال في مرحلة الدراسة، التي تمتد لتشمل دراسات الجدوى والدراسات البيئية والدراسات الهندسية والمدنية وبحوث التربة والتكريك، وغيرها من الدراسات التي ستعكف هيئة قناة السويس على تنفيذها بالتعاون مع كبرى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة في هذا المجال.
مرحلة الدراسة ستستغرق 16 شهر تقريبًا، وحال إقراره سيستغرق المشروع من 5 إلى 7 سنوات.
جاء اقتراح مشروع الازدواج الكامل للقناة في عام 2021 بعد جنوح السفينة العملاقة «إيفرجيفن» (Ever Given) والتي أغلقت جزءًا كبيرًا من الممر البحري الحيوي لمدة أسبوع تقريباً.
تمويل المشروع
يتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع من الميزانية الاستثمارية للهيئة المعتمدة من وزارة المالية دون تحميل أي أعباء إضافية على الموازنة العامة للدولة.
كما أن التنفيذ سيتم بقاطرات وكراكات الهيئة.
أهداف المشروع
- رفع تصنيف القناة وزيادة تنافسيتها.
- زيادة القدرة العددية والاستيعابية للقناة لتصبح قادرة على استيعاب كل فئات وأحجام سفن الأسطول العالمي.
- ازدواج قناة السويس بالكامل يقضى على وجود مسارات بديلة للقناة.
- زيادة الطاقة الاستيعابية في القناة بمعدل 6 سفن.
- تحسين نسبة الملاحة بمعدل 28 %، ومع التعميق ما بين من 66 إلى 72 مترا، لن يكون هناك أدنى صعوبة في حركة أي نوع من السفن
- تقليل زمن عبور السفن من 11 ساعة لـ 9 ساعات.
- حل أزمة انتظار السفن بالساعات.
- رفع معدلات أمان عبور السفن إلي 100%
- توسعة الممر الملاحي ليكون قادرا على تحريك قوافل الشمال والجنوب في نفس التوقيت، لعدم قدرة الممر على تحريك القافلتين في نفس لضيق الممر.
- المشروع يهدف إلى “النهوض بصناعة النقل البحري بصفة عامة.
- جذب استثمارات كبيرة في تلك المنطقة
رئيس هيئة قناة السويس اشار الى إن الدراسات الحالية تؤكد أن حركة التجارة العالمية ستزيد بنحو 5.3 %، بعد تنفيذ المشروع وانه يُتوقع في عام 2034 أن يزيد عدد السفن العابرة من قناة السويس إلى 135 سفينة، ارتفاعا من متوسط السفن العابرة في القناة يوميا الذي يتراوح بين 72 إلى 74 سفينة يوميا.
التحديات التي تواجه المشروع
طول المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ لمشروع الازدواج الكامل للقناة.
توقيت إعلان المشروع في وقت يواجه فيه الاقتصاد ضغوطاً على الموارد الدولارية، إضافة إلى تراجع عائدات قناة السويس جراء التوتر المتصاعد في البحر الأحمر.
تطوير قناة السويس
ما كان يصلح منذ 50 عاما لا يصلح الآن، تحتاج قناة السويس دائما إلى تطوير لتواكب التطورات الحديثة، هناك بواخر ذات حمولة ضخمة وغاطس كبير، لا تستطيع العبور من قناة السويس لذا لابد من تطوير القناة حتى تستوعب عدد أكبر من السفن بكافة الاحجام والحمولات.