“جلوبز” الإسرائيلية و”يورونيوز” الأوربية تروجان لخطط إنشاء كازينوهات في تيران وصنافير “السعوديتين” روادها من الإسرائيليين
متابعة: فريق منتصف اليوم
بدون مناسبة واضحة، نشرت صحيفة وموقع “جلوبز” الاقتصادية الإسرائيلية تقريرا عن جزيرتي تيران وصنافير، اللتين وصفهما بالسعوديتين، بل والرياض اشترتهما من القاهرة، وروج موقع اليورونيوز للخبر بعدها، وتناقلته السوشيال ميديا الإسرائيلية بكل اللغات.
ويروج الموقع الإسرائيلي والأوربي إلى ان الرياض إلى تحويل جزيرتي تيران وصنافير على البحر الأحمر إلى وجهات سياحية من خلال بناء فنادق وكازينوهات مفتوحة عموما وللسياح الإسرائيليين خصوصا. ولكن هل سيتمكن حاملو جوازات السفر الإسرائيلية قريبًا من الاستمتاع بأحدث المشاريع السياحية في المملكة العربية السعودية؟
الغريب إن الجزيرتين، لم يعلن نقلهما للسيادة السعودية من السيادة المصرية، بخلاف صغر مساحاتهما مقارنة بكل هذه الترويجات الإسرائيلية والأوربية، التي لا تلقى على المسامع لأول مرة، لكن السر في تكرارها في ظل هذه الأجواء، بعد حادث العوجة الحدودي مثلا، وعلى خلفية محاولات واشنطن لتسريع التطبيع السعودي الإسرائيلي.
أكدت صحيفة “جلوبز” الاقتصادية الإسرائيلية أنّ السعودية ستسمح للإسرائيليين بقضاء العطل في جزيرتي تيران وصنافير، وعرفت الصحيفة الإسرائيلية بإنها هي الجزر، التي اشترتها من مصر في العام 2016. وتخطط السعودية لبناء جسر يربط الجزر بمصر.
ويعلق الموقع الأوربي بالإشارة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى تطوير بلاده وفتحها على العالم بما في ذلك المشاريع السياحية الضخمة على طول ساحل البحر الأحمر وصولاً إلى خليج إيلات. كما يرغب السعوديون تحويل جزيرتي تيران وصنافير إلى وجهات سياحية دولية.
وقد تمّ توقيع الصفقة التي تضمنت اتفاق تعيين الحدود البحرية بين القاهرة والرياض في العام 2016 على الرغم من معارضة بعض الأطراف في مصر. وقد أعادت إسرائيل تيران وصنافير إلى مصر كجزء من اتفاقية السلام واعتبر البعض الجزر أرضًا مصرية مقدسة، حتى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخر إتمام الصفقة على الرغم من أن المحكمة الدستورية العليا في مصر رفضت التماسات ضدها، وقد طالبت إسرائيل من جهتها بأن لا يكون نقل ملكية الجزر مخالفة لاتفاقية السلام مع مصر، والتي نصت على نشر قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة في الجزيرتين.
كما تخشى إسرائيل من أن تؤدي الصفقة إلى سيطرة السعودية على المخرج من جهة خليج إيلات وتأمل ضمان عدم تضرر حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية على طرق التجارة، وقد نشأت هذه المسألة في المناقشات بين الدول المشاركة في الصفقة، بما في ذلك أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة الصيف الماضي. فجزيرتا تيران وصنافير تبعدان عن بعضهما بحوالي 4 كيلومترات في مياه البحر الأحمر، وتتحكمان في مدخل خليج العقبة، وميناء العقبة الأردني، وإيلات الإسرائيلي. وبعد إعادة انتخاب بنيامين نتانياهو رئيسًا للوزراء أواخر العام الماضي، تجددت المحادثات بين الجانبين حول الفوائد التي سوف تعود على السياح الإسرائيليين.
ويرى البعض أن هناك بعض الأهداف من وراء كل هذا، وهي: أولاً، سيكون لمصر حق النقض على ما يحدث على مستوى الجزر. ثانياً، الحفاظ على اتفاقية السلام وإعطاء الإسرائيليين فرصة لقضاء عطلهم في الجزر. سيتمكن حاملو جوازات السفر الإسرائيلية الذين يدخلون مصر من مطار طابا أو شرم الشيخ من قضاء بعض الوقت في الفنادق والكازينوهات التي تديرها الشركات السعودية على الجزر.
ولكن ماذا عن السلام النهائي مع المملكة العربية السعودية؟
أشارت مصادر سياسية مطلعة لـ “جلوبز” إلى أن فتح جزيرتي تيران وصنافير أمام السياح الإسرائيليين يشير إلى رغبة السعودية في تعزيز خطوات التقرب من إسرائيل. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية ستتحقق تدريجياً وبطرق ليس لها أهمية سياسية بعيدة المدى. تقول المصادر، “سيكون الأمر بوتيرة بطيئة، مع المزيد من الخطوات الإضافية التي ستقرب الدولتين من بعضهما البعض، لكن “الاختراق” الحقيقي لم يحدث بعد. الأمور بحاجة إلى التهدئة قليلاً، وسنرى ما الذي ستقوم به حكومة نتنياهو في قادم الأيام، ولكن في النهاية يجب الإشارة إلى أنه من مصلحة جميع البلدان المعنية التوصل إلى اتفاق كامل.