إسلام كمال يكتب: مقالاتي التي كادت تسجنني أو تقتلني.. في سنة الإخوان السوداء
وأنا أطالع من جديد مقالاتى التى نشرتها فى سنة حكم الإخوان السوداء في مختلف الإصدارات التى أتعامل معها، وخاصة مجلة روزاليوسف الذى كنت رئيس تحريرها التنفيذى، وبالذات مقالاتى في الشهر الأخير قبل ثورة يونيو، أنا نفسي أصدم من نفسي، بسبب محتواها الجرئ الانتحارى أحيانا، لكنه كان بالفعل من أجل أبنائي وعائلتى ومجتمعى ووطنى ودينى.
لو كانت فشلت ثورة يوينو ، لا قدر الله ، كنت على الأقل معتقلا أو محكوما على في قضية مفبركة، أو حتى مقتولا برصاصة إخوانية غادرة.
وأتذكر إن روزاليوسف المؤسسة الصحفية الوحيدة، التى كان قد أوقف عنها الإخوان الإرهابيون الدعم المالى الشهرى المقرر للمؤسسات الصحفية القومية من مجلس الشورى ، وكان أسمى وسياستى من مسببات وقف الدعم، لأننى كنت متفقا مع أ-عصام عبد العزيز رئيس تحرير مجلة روزاليوسف وقتها ، رحمه الله ، أن يكون هو “الجود كاب” وأنا وزمائلى “الباد كاب”، فطالبوه بالتخلص منى وخطوات أخرى، في مقابل إعادة الدعم المالى، لكنه رفض، بمنتهى القوة والدهاء والشجاعة، وعاد من عند المدعو فتحى شهاب، رئيس لجنة الصحافة والإعلام الإخوانية بالشورى وقتها، وحكى لى كم هم يذكرونى بالإسم، وحذرنى منهم.
ولن أنسي ، عندما إتصل بى أ عصام، رحمه الله، عندما أنهينا عدد إتفقنا هو وأنا على أن نسميه “النهاية’، وكان متزامنا مع الدعوات للتظاهر في ٣٠ يوينو، صارخا من مكتبه، حيث كان يراجع الأمتار الأخيرة في الطبع، “فين الناس ياإسلام، ماحدش نزل”.. كنت أنا وجيران لى وزملاء في مسيرة متجهة من الزيتون والخليفة المأمون ناحية قصر الاتحادية، فقلت له “أنا لا أستطيع سماعك من أصوات الناس المحشودة”، وكان هذا بعد عصر يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وكان لى زملاء متجهين للتحرير، وأخرين لوكر الإخوان في المقطم، فقلت له “هى النهاية بإذن الله ياا عصام”، وبعدها بالفعل عملنا عدد أسميناه “البداية”.
وهما من أهم أعمالى في حياتى الصحفية كلها، عددى “النهاية” و”البداية” ، وأحسبهما في ميزان أعمالى من أجل أبناءى وعائلتى ووطنى ودينى ومهنتى.
وللأسف، أتصور إن من مسببات التدهور الصحى للأستاذ عصام، قبل رحيله، كان عدم تقدير ما فعلناه من أجل مصر والمصريين وقتها، وكان هناك قامات يأتون له يتناقشون في سياقات عدة حول التعامل القادم، ثم فوجئ بإبعاده، وجلب أحدهم وكان لا ناقة له ولا جمل، رغم تضحيات أ عصام رحمه الله، وكان حزينا لعدم تقدير كل ما فعله، وقتما تراجع وسكت الجميع وهادنوا بل وأطالوا ذقنوها شكلا وفكرا، كان وكنا في مواجهة هؤلاء الإرهابيين د، ولم نكن نريد تقديرا، لأن هذا واجبنا الوطنى والمهنى، لكن الأمر يكون في غاية الاستفزاز، عندما تجد من لم يفعل شيئا، بل واختفي وتلون، هو من يقدر، والأمثلة ليست قليلة للأسف.
رحمك الله ياا عصام، فبدون دعمك ما أستطعنا أنا وزملائي فعل شئ، ورحمك الله أ عبدالله كمال، أستاذى الأمهر وأخى الأكبر، فأنت من علمتنى كل شيء.
نحلم كلنا بتجاوز التحديات التى يعاقب المصريون عليها بسبب وقفهم المخططات الغربية، بإشعالهم ثورة يوينو، وندعو أن يبصر الدولة العميقة لما فيه صالح الوطن والشعب، وربنا يعين الرئيس في قراراته في هذه الأيام المصيرية، وأتمنى عليه أن يتذكر يوم كان من الطبقة المتوسطة بمختلف شرائحها، وهو ينفذ قراراته المصيرية المرتقبة، لأن الناس لم يعد لديها ما يحميها بالفعل من ضربات التعويم المتتالية.