أول وأقدم جيش نظامي في التاريخ.. الجيش المصري
الجيش المصري من أقدم الجيوش النظامية في العالم وهو من أقوى الجيوش في العالم ويحظى بمكانة كبيرة عند المصريين قديما وحديثاً لما له من أعمال وبطولات عظيمة سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي ، فهم جنود لا يهابون الموت.. مهمتهم الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه وعلى أهله من كل شر ويسعون دائما لتأمين الدولة والمواطنين.
وبفضل الجيش المصري قام المصريون بإنشاء أول امبراطورية في التاريخ وهي الإمبراطورية المصرية التي تمتد من تركيا شمالا الى الصومال جنوبا ومن العراق شرقا الى ليبيا غربا.
أهم ما يميز الجيش المصري أنه لا يضم أى فرد أجنبي ضمن صفوفه، الجميع مصريون، وهو جيش وطني وليس مرتزقة وحتى الآن يتم تدريس بعض الخطط العسكرية القديمة في الأكاديميات العسكرية في مصر وغيرها من الدول.
وكان من أمهر القادة قديما تحتمس الثالث وهو أول امبراطور في التاريخ و أحمس قاهر الهكسوس كان له عقل مدبر و استطاع القضاء على الهكسوس.
وكان الجيش قديما مقسم الى:
جيش بري وهو يضم المشاة والعربات التي تجر عن طريق الخيول والرماح.
والأسطول وكانت مهمته حماية الحدود البحرية والحفاظ على المياه الاقليمية.
أول جيش نظامي في تاريخ مصر تكون لطرد الهكسوس وبناء الإمبراطوريه المصرية وقام أحمس بتكوين أول قاعدة عسكرية حتى تكون بمثابة نقطة دفاع اذا فكر الهكسوس العودة الى مصر او غزوها مرة اخرى.
وكانت العقيدة القتالية عند المصريين القدماء قائمة على مجموعة من القواعد منها الحفاظ على أرواح المدنيين وعدم الاعتداء على الممتلكات والشعوب الأخرى أثناء الحروب و نرى كل ذلك مسجل على جدران المعابد.
أول جيش نظامي عرفه التاريخ
تُشير دراساتٌ حول تاريخ مصر وتحديداً العسكري منه إلى أنّها السبّاقة إلى إنشاء أوّل جيش نظامي في العالم، وذلك في سنة 3200 ق. م، تحت قيادة الملك “مينا” الذي وحدّ مصر حينها تحت رايته، بعد أن كانت أقاليم متعددة، ولكلّ إقليمٍ من الأقاليم المصرية جيشٌ خاص به، لكن كلّ ذلك انتفى بعد حرب التوحيد التي كانت سبباً في انبثاق جيشٍ مصريٍّ موحد.
وفقاً لتصنيفات المؤرخين يعدُّ “الجيش المصري” أوّل جيشٍ نظاميٍّ متكامل على ظهر الأرض، وقد مرّ بعدّة مراحل تُصنّف بشكلٍ أساس 3 مراحل:
1-عصر الدولة المصرية القديمة الممتد بين “2686- 2181 ق.م”، وبدءً من عصر بناء الأهرامات كان لزاماً على المصريين الالتحاق بـ “التجنيد الإجباري” في بناء وتشييد المباني بشكلٍ موسمي أيّام الفيضان، فيما كان الأغنياء يلجأون لدفع البدل لإعفائهم، وكان تسليح الجنود في الدولة القديمة بدائياً، فقد كان عبارةً عن هراواتٍ وعصي مثبّتة في أعلاها حجارةً، فضلاً عن استعمالهم الخناجر والحراب المصنوعة من النحاس.
2-أمّا في عصر “الدولة الوسطى” فقد تمتّع حكّام الأقاليم المصرية باستقلالٍ إلى حدٍّ معيّن، ولذلك كان لكلّ إقليمٍ قوات تشبه الجيش في الإعداد والنّظام والأسلحة، فضلاً عن امتلاكها فرقاً خاصّة بحماية الملك التابعين له، وكذلك حماية البعثات التّجارية، وبعثات المحاجر والمناجم، إلا أنّ هذا الترتيب سرعان ما انفضت مع توحيد الأقاليم وتكوين جيشٍ قومي ثابت.
تطور الحياة العسكرية في مصر
أمّا عن الأسباب التي شكّلت دافعاً في تطوير الحياة العسكرية في مصر فيعود أولها لاحتلال “الهكسوس” لمصر واستقرارهم فيها، فقد استطاع المصريّون الاستفادة من تقنيات الهكسوس وتطويرها لخدمة جيشهم فأدخلوا القوس المركّب الذي كان مداه أبعد من القوس المصري، كما كانوا سبباً في إدخال الأحصنة والعربات الحربيّة.
ووفقاً للمؤرخين فقد أدخل “الهكسوس” كذلك الدروع التي لم تكن معروفة من ذي قبل، وذلك بهدف تأمين وحماية للجسم والرأس، فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس.
3-أما في عصر الدولة الحديثة فقد طرأت تغيّرات عدة على “العقيدة القتالية المصرية” على كلا الصعيدين الدفاعي والهجومي، وذلك بهدف خلق عمق استراتيجي لمصر في الدول المجاورة، فضلاً عن تأمين حدود مصر من خلال مهاجمة الدول التي كانت تضمر مساعٍ استعمارية تجاه مصر، فتلك العوامل مجتمعةً كانت سبباً في تكوين مصر لـ “أول جيش نظامي” مدرّب معروف حتى الآن على مستوى العالم.
أمّا عن ترتيب الجيش المصري في يومنا هذا، فتشير التقديرات اليوم إلى أنّه يندرج ضمن قائمة “العشر الكبار” على مستوى العالم.