كتبت: نسرين طارق
يتميز العصر الحديث كما يعرف الجميع بتنوع الحروب، حروب سيبرانية، وحروب نووية والحرب بالوكالة، والتي شاع مؤخرا استخدام هذا المصطلح وأصبح هو القانون الحالي للحروب.
في البداية نشرح مفهوم الحرب بالوكالة هي صراع مسلح بين دولتين أو أكثر، يتم فيه استخدام أطراف ثالثة، أو وكلاء، للقتال بدلاً من الدول نفسها.
الحرب بالوكالة في تعريف أخر هي شكل منقوص من الحروب، وتحدث عندما تقوم قوة كبرى بتحريض أو لعب دور رئيسي في دعم وتوجيه القتال في بلد آخر، لكنها لا تشارك بنفسها.
ومن الناحية العملية، فإن الحرب بالوكالة أشبه بطيف في الصراع غالباً ما يصعب التعرف على الدول المحركة للوكلاء ببساطة الا من خلال تتبع الأدلة بين الدولة الراعية والوكيل.
حيث تقوم دولة بإنشاء تنظيم عسكري لا تعترف به ظاهرياً وتمده بالسلاح والمال وتزوده باللوجستيات في الخفاء، وتستخدمه لإثارة القلاقل وشن الحروب في دول أخرى تناصبها العداء، وفي العلن تدينه وتصفه بالمجرم والإرهابي، وفق المصالح والتقلبات، وتلجأ معظم الدول الكبرى، إلى هذا النوع من الحروب لان لديها الأمكانيات التي تساعدها في ذلك.
الأسباب التي تدفع الدول إلى خوض الحرب بالوكالة
تجنب التصعيد المباشر بين الدول المتحاربة، مما قد يؤدي إلى حرب نووية أو صراع شامل.
الاستفادة من قدرات وكفاءة الوكلاء، وخبرتهم التدريبية في القتال في منطقة معينة.
تجنب تكاليف الحرب المباشرة، مثل الخسائر في الأرواح والمعدات.
أمثلة الحرب بالوكالة
الحرب الأهلية الإسبانية، الحرب الاهلية اليونانية، الحرب الكورية، دعم ألمانيا الشرقية سراً جماعة الجيش الأحمر، وفي حرب فيتنام، زود الاتحاد السوفيتي فيتنام الشمالية بالتدريب والخدمات اللوجستية والعتاد العسكري، ويجمع الخبراء على ان الحرب في سوريا وما رافقها من تطورات على الأرض من تحالفات تحولت إلى حرب بالوكالة بين روسيا وإيران تمثلها قوات النظام السوري وما يساندها من قوات حزب الله من لبنان ضد باقي الحلفاء مثل السعودية ودول الخليج وأمريكا وحتى إسرائيل.. وغيرها من الأمثلة ونذكر بالشرح التفصيلي انهيار الاتحاد السوفيتي (1979-1989):
بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، تبين أن الولايات المتحدة كانت تدعم تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” بالأسلحة الدقيقة والإحداثيات وأجهزة الاتصال المتطورة، وكانت تدعم ما يسمى “الجهاد الإسلامي” بتأييدها بن لادن، لكن الأخير تحول إلى إرهابي بعد خروجه عن الطاعة، وهو نموذج لخروج الوكيل عن النص، الذي غالباً ما يحدث في الحروب بالوكالة، ولا يلجأ صانعه إلى تدميره كلياً بسبب الحسابات المستقبلية.
والشاهد على ذلك تصريح هيلاري كلنتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، بأن الولايات المتحدة لم تقض على تنظيم “القاعدة” كليا لاعتقادها بأنها ستحتاج إليه في ظروف لاحقة، وقد استخدمته بالفعل حين ظهر تنظيم القاعدة لاحقا في العراق، ولكن باسم جديد تنظيم “داعش”، الذي حاربته لاحقاً، ووجوده حتى الآن يعود إلى النظرية ذاتها التي أطلقتها كلنتون؛ إذ يقوم بدور نشط شمالي سوريا، ولا ندري الجهة التي تموله حتى يظل صامداً ويقيم شبه دولة في إدلب وبعض المناطق الأخرى.
لماذا تفتح الدول العظمى واولها امريكا المجال الاعلامي للجماعات الإرهابية لبث الفيديوهات وانشاء المواقع الإلكترونية والمدونات الخاصة بهم؟
اذا لم تجد الجماعات الارهابية المساحة والانتشار الاعلامي.. لما عرف عنها العالم أي شيئ.
وتعتبر الحرب بالوكالة شكلًا خطيرًا من أشكال الصراع، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات والصراعات في المنطقة.
كما تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث غالبًا ما يتم استخدام الوكلاء لشن هجمات على المدنيين.
يأخذنا هذا التحليل للتأكد من ان جماعة الحوثي صناعة أمريكية لأهداف سياسية امريكية قد يكون أهمها انشاء قواعد أخرى فى الدول العربية المحيطة بمناطق الصراع مع الحوثيين، تقفيل إيراني، حيث أن من تظهر فى الصورة “إيران” كالأب الروحي لجماعة الحوثي.
مصادر تمويل جماعة الحوثي
مع معرفة مصادر تمويل الجماعة التي صنفتها أمريكا مؤخرا جماعة إرهابية نعرف من هو الإرهابي الحقيقي.
وبحسب تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي، فإن جماعة الحوثيين حصلت على إيرادات تقدر بحوالي 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
اولا: الضرائب والرسوم المفروضة على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بما في ذلك الضرائب على التجارة والنقل والأراضي والممتلكات.
ثانيا: الزكاة والصدقات التي يتم جمعها من السكان.
ثالثا: الإيرادات غير المشروعة، مثل تجارة المخدرات والسلاح والتهريب، حيث تعتبر تجارة المخدرات مصدرًا رئيسيًا للتمويل بالنسبة لجماعة الحوثيين، حيث تقدر كمية المخدرات التي يتم تهريبها عبر اليمن بنحو 100 طن سنويًا.
كما تعتمد جماعة الحوثيين على تجارة السلاح والتهريب، حيث يتم تهريب الأسلحة والبضائع عبر الحدود اليمنية مع دول أخرى، مثل إيران وباكستان.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. من يشتري البضائع والثروات المهربة من اليمن من الحوثيين؟.
رابعا: التمويل الإيراني، التي تعتبر جماعة الحوثيين حليفًا لها، وتقدر القيمة الإجمالية للتمويل الإيراني لجماعة الحوثيين بحوالي مليار دولار أمريكي سنويًا. وتشمل هذه المساعدات الأسلحة والأموال والتدريب العسكري.
في الظاهر أو العلن يسعى المجتمع الدولي إلى قطع مصادر تمويل جماعة الحوثيين، وذلك من خلال فرض عقوبات على الجماعة ووكلائها، ودعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ولكن ما يحدث في الخفاء عكس ذلك.
كل جماعة إرهابية ظهرت في أي منطقة من العالم لها صانع خفي.. وغالبا يظهر في العلن بمظهر المتضامن مع الضحية.
منذ عقود ونحن نقرأ عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران.. هل صنعت العقوبات الفارق أو اوقفت او حتى حدت من نشاط ايران التوسعي في المنطقة او فى صناعة الاسلحة والقنابل النووية؟
لماذا لم تذهب أمريكا لغزو إيران كما فعلت مع العراق رغم ان ايران معترفة بتخصيب اليورانيوم بل تتباهي انها تستطيع طناعى القنابل النووية ايضا؟
إيران وكيل أمريكا فى المنطقة.. وأمريكا لن هتحارب وكلائها المخلصين.