fbpx
سلايدرمقالات

أحمد نشأت يكتب: ماذا لو عبرنا بالصناعة حاجز الـ 200 مليار دولار

كلمة قالها الرئيس السيسي في أحد المؤتمرات: “الهدف أننا نوصل لـ 100 مليار دولار صادرات”؛
طبعا البعض هيسأل لماذا هذا الرقم بالتحديد، لأن هناك ما يسمى بالميزان التجاري ودعني يا صديقي اشرح لك ببساطه ما معنى الميزان التجاري.
الميزان من معناه أي متساوي الكفتين ما تستورده يساوي ما تصدره بمعنى أدق صادراتك تساوي او تقترب من وارداتك، يعني على سبيل المثال في عام 2023، كانت صادارتك بـ 35 مليار دولار واستوردت بـ 75 مليار دولار، يعني الفرق 40 مليار دولار، والفرق ده بنسميه عجز في الميزان التجاري، طالما أقل من تكلفة الاستيراد، اما لو زيادة فيتحول لفائض في الميزان التجاري.

ابسطهالك..

يعني الفلوس اللي بتدخل جيبك مش قد الفلوس اللي انت بتصرفها فبالتالي عندك عجز وبتضطر تداين وتقترض عشان تعرف تكمل وتشتري بقية الحاجات اللي ناقصاك.

يبقى الرئيس كان عايز يقول انك بدل مابتصدر بـ ٣٥ مليار دولار، لا..
عايزك تصدر بـ ١٠٠ مليار دولار وبالتالي يبقى عندك فائض، طب تتحسب ازاي، اقولك تاني بتطرح المبلغ اللي بتصدر بيه من المبلغ اللي بتستورد بيه، فيبقى 100 مليار صادرات ناقص 75 مليار استيراد، هيساوي 25 مليار دولار، دول كده مبلغ زيادة بيدورو في السوق وبيعملوا التالي:
سيولة ووفرة في العملة الصعبة، مما يؤدي لتوفرها بكثرة وبالتالي العرض أكثر من الطلب فتلاقي الدولار سعره يقل والجنيه سعره يعلى؛
وبالتالي أيضا بتدي فرصة لبلدك إنها تعرض الجنيه كسلعة تمنها بيزيد، فالطلب على التعامل بالجنيه المصري ممكن يزيد، ده غير إن في توجه عالمي حاليا إن العالم يتخلص من سيطرة الدولار ويبقى في سلة عملات مختلفة العالم بيتعامل بيها، فتخيل معايا لو أن من ضمن سلة العملات دي هو الجنيه المصري.


أيضا بما انك بتصدر بمبلغ كبير والمبلغ بيزيد يبقى أنت أكيد مشغل مصانع كتير، وبالتالي يبقى البطالة بتقل ومعدل التشغيل بيزيد، وبما أنك بتصنع كتير يبقى أكيد المنتجات المحلية هتزيد في السوق والتنافس هيبقى أكبر وده لمصلحة المستهلك اللي هو حضرتك، فتلاقي تفاوت في الأسعار، ده غير انك برضه عشان بتصنع منتجات كتير بدل ما تستوردها بقيت بتصنعها محليا يبقى في حاجات كتير هترخص، لأنها مش هتسافر ولا تجمرك فبالتالي برضه في مصلحة المستهلك اللي هو انت، حتى لو أنت كنت صاحب مصنع من المصانع دي، فأنت محتاج مصانع أكتر عشان تشتري بقية الخامات اللي ناقصة مصنعك وناقصة بيتك وعربيتك…إلخ

تسألني هل انت كاتب المقال ده عشان تشرحلنا يعني ايه ميزان تجاري؟

اقولك لا، أنا بقولك زي ماكان حلم العبور لسيناء وانك تنتصر في الحرب، هو حلم واحتاج لتخطيط وصبر وشغل كتير، فاحنا حاليا محتاجين نفس الروح والعزيمة والإصرار والتخطيط عشان نعمل العبور الإقتصادي لمصر، من بلد بتستورد كتير جدا لبلد بتصنع كتير جدا جدا جدا؛

ياصديقي، حلم التصنيع ده مش كلمة سهلة ولا مجرد شعار بيتقال تنفيذه انك تبني مصنع وتصنع وخلاص، الفكرة أعمق بكتير ومحتاجة تكاتف من كل الجهات والمؤسسات في الدولة، وقبلهم من الشعب نفسه، وقبلهم من الإعلام والفن عموما؛
متخيل دلوقتي لو أن الموضوع مطروح أمام لجنة عندها هدف تمت مضاعفته بدل 100 مليار دولار، هنصدر بـ 200 مليار دولار، الخطة دي أول مبدأ فيها هو وعي الشخص المُصنع، اللي هيبقى صاحب مصنع، فاللجنة قاعدة بتعمل خطة إعلامية فيها برامج وفقرات واعلانات متخصصة لنشر الوعي ده بشكل مبدع وراقي وبدون أن يكون مباشر وكلام محاضارات وإنشا، معاه أفكار لأعمال فنية، أغاني تتصور جوه منطقة صناعية، وأغاني تتكلم عن قوة العامل ومهارته، أفلام عن شباب عايز يعمل مصنع بيتعثر ويقع كتير لحد ماينجح ويكبر ويبقى قدوة في النجاح، واعمال درامية عن قصص نجاح حقيقية لمستثمرين ورجال أعمال واجهوا شبح الإفلاس وقاوموه لحد ما أصبحوا أصحاب عدة مصانع وشركات، في المدارس أيضا، يعملوا كتب تحفيذية للأطفال وقصص نجاح ويشرحولهم أصلا عن المدارس المتخصصة في الصناعة اللي بقت منتشرة دلوقتي في مصر…إلخ

كده هيبقى عندنا جيل لا يمكن يحب التوك توك، ويبقى عايز يستقتل عشان يبقى صاحب مصنع، بس الموضوع محتاج حلم، محتاج عزيمة وإرادة زي بالظبط ماعبرنا القنال، نعبر حاجز الـ 200 مليار دولار والعالم كله كالعادة يرجع يقول:
“مالجديد في ذلك فالمصريون يصنعون المعجزات كعادتهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى