أحمد نشأت يكتب: لماذا لم يرفض البريكس إنضمام مصر؟
الإجابة على السؤال: لماذا لم ترفض البريكس عضوية مصر، لا يحتاج إلى تفكير عميق، هو مجرد ترتيب لبعض المعطيات التي تجعل اي تجمع أو مجموعة اقتصادية كبيرة تسعى لإنضمام مصر لها.
فتجمع بريكس هو مجموعة من خمس دول من اضخم وأكبر اقتصاديات العالم تسعى لتكون هي رقم ١ والخروج من هيمنة وسيطرة الدولار نهائيا، وتحقيق نمو اقتصادي متزايد بمرور الوقت وبالتعاون مع الدول التي تساعدها على تحقيق ذلك الهدف، فهل تساعدهم مصر في الوصول لهدفهم وان يكونوا قوة اقتصادية لا مثيل لها؟
الإجابة القديمة تقول إن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط وبوابة افريقيا واوروبا وقلب العالم.
أما الإجابة الجديدة والعملية والتي جعلت البريكس يسعى لضم مصر والعكس صحيح، أن الدولة المصرية أصبحت تمتلك من المقومات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية والمجتمعية مايساعد البريكس بالفعل لتحقيق الهدف.
البنية التحتية التي تمتلكها مصر الآن من محطات كهرباء لها فائض كبير يصدر لدول الجوار واوروبا وكميات الغاز التي فاضت وتصدر لعدة دول،
ومصادر الطاقة المتجددة من محطات الرياح والطاقة الشمسية ومحطات انتاج الهيدروجين الأخضر وغيرها.
قناة السويس التي لم تكتفي فقط بتوسعة قناتها لسرعة مرور السفن وسهولة الحركة، بل تخطى التطوير لامتلاكها قدرة شاملة على التغلب على أي تحدٍ مهما كان وظهر ذلك جليا، في تعويم السفينة “ايفر جيفن” التي تنبأت كل الخبرات وقتها بأن الوقت الفعلي لتعويمها يحتاج على الأقل لشهر بينما استطاع رجال هيئة القناة في ٦ أيام تحطيم كل القياسات والارقام،
وظهر من قلب المحنة منحة وإعلان لكل دول العالم على قوة وقدرة قناة السويس ليست كممر ملاحي فقط، وانما كهيئة اقتصادية بمواصفات عالمية.
بالاضافة للمنطقة الصناعية بطول القناه والتي يتهافت عليها المستثمرين حتى اللحظة لإنشاء منطاق لوجيستية صناعية، ببنية تحتية متكاملة.
اضف أيضا أن كل الطرق أصبحت تؤدي إلى القاهرة بمنتهى اليسر والقضاء بنسبة كبيرة على أي ازدحام، بل مع مراعاة عامل الآمان لتقليل حوداث الطرق، مما يسهل حركة وتنقل البضائع، وبمناسبة البضائع فهناك محطات القطار السريع التي أوشكت وزارة النقل على الانتهاء منها بالتعاون مع شركة سيمنس العالمية، والتي تضم ليس فقط قطارا سريعا للأفراد، بل قطار البضائع الفائق السرعة الذي يختصر مسافة الوصول للنصف تقريبا، وهو عامل محفز لأي مستثمر أو صناعة جديدة.
بناء الموانئ الجديدة سواء بحرية او ميناء بري جاف بمساحات شاسعة تسع ملايين الأطنان من البضائع، لتكون مصر مركزا لوجيستيا لتداول السلع من مصر وإلى أي مكان في العالم.
الاهتمام بصحة المواطن المصري بمبادرات مجانية ليكون مجتمعا قويا قادرا على إنجاز مهامه والاستمرار فيها بصحة وعافية، مما يزيد مناعة المواطن ويعززها ضد اي أمراض مستعصية من أول المواليد وحتى كبار السن.
زيادة الرقعة الزراعية وإنشاء الدلتا الجديدة وتوشكى وأطول نهر صناعي في العالم، ومحطات معالجة مياه الصرف والاستفادة منها للري وبناء محطات تحلية المياه في كل المدن الساحلية تقريبا.
الحلم المصري الذي بات سهلا بعد تطوير البنية التحتية طريق القاهرة كيب تاون والذي انتهى من القاهرة وحتى حدود السودان، ومصر جاهزة لاستكماله حتى مدينة كيب تاون بجنوب افريقيا بشركات مصرية عملاقة.
وبمناسبة الشركات المصرية فهناك العديد منها يبنون السدود في عدة دول افريقية بتخطيط وتنفيذ غاية في الدقة.
التجمعات الصناعية الجديدة التي باتت جاهزة تماما للعمل، وخاصة لكل الصناعات الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة منها.
السياحة التي عادت افضل مما كانت ومازال العمل قائما على أهداف أكبر وأكثر،…إلخ
كل ذلك عزيزي القارئ يجعل البريكس “يفرش الأرض ورد” لإنضمام مصر، ولكن؛
يجب أن تفهم وتعي عزيزي القارئ ان التطور لو توقف عند هذا الحد فستكون مصر هي آخر ترتيب المجموعة، أما إذا أردت الصعود بقوة فيجب العمل ثم العمل ثم العمل على إضافة الصناعات بمختلف انواعها وخصوصا تلك التي تكلف الدولة فاتورة إستيرادية هائلة.
فكلما زادت تلك الصناعات وتنوعت وزاد المنتج المصري قلت فاتورة الاستيراد، وكلما زادت جودة المنتجات المصرية كلما ارتفع صادرات مصر وانخفض العجز التجاري.
نعم فرحنا وسعدنا بانضمامنا للبريكس، ولكن نحن المصريون يجب ان نحافظ على هدف الوصول للريادة اقتصاديا بزيادة الصناعات وقوة الجودة.
حينها نقول بمنتهى القوة هنيئا للبريكس بانضمام مصر.