fbpx
مقالات

أحمد صبري شلبي يكتب: صنع في مصر.. النصر للسيارات تعود لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الصناعة الوطنية

ضمن أحداث مسلسل رأفت الهجان، أعدت مصر لابنها البار “رأفت الهجان” مكافأة تليق ببطولاته في حال رغبته بالعودة لأرض الوطن. فبالإضافة إلى منصب مرموق كمدير لشركة إيزيس للسياحة ومسكن في قلب الوطن، سيارة نصر 1300، التي كانت تعد حينها رمزًا للصناعة المصرية الوطنية. وعلى لسان السيد “نديم هاشم”، كانت هذه السيارة من أولى الدفعات ضمن خطوط إنتاج مصنع النصر للسيارات.

أي أن: منح رأفت الهجان تلك الهدية الوطنية تعد مكافأة معنوية خاصة له، لما تمثله تلك السيارة بعدا وطنيا يحمل داخله معاني أبعد وأكثر عمقا، لتكون شاهداً على إنجازات مصر، وشاهدًا على ولاء رأفت لوطنه.

فمع الإعلان عن عودة مصنع النصر للسيارات إلى الإنتاج من جديد بعد توقف دام 15 عامًا، انتعش في وجداننا مشاعر الفخر والاعتزاز. فعودة هذه القلعة الصناعية التاريخية تمثل تتويجًا لحلم طال انتظاره، كما وصفها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء خلال احتفالية شركة النصر للسيارات ببدء الإنتاج من جديد، معبرًا عن مشاعر الجميع بقوله:

“هذا اليوم يُمثل عيداً حيث كان الجميع يحلُم بأن تعود هذه القلعة الصناعية للحياة مرة أخرى”

ولا شك أن المشاريع الصناعية الكبرى لها أبعاد اقتصادية لا يمكن تجاهلها، وإن كنتُ لا أملك كل التفاصيل الدقيقة حول المردود الاقتصادي لهذا المشروع في ظل المنافسة العالمية الشديدة.
إلا أنني أؤمن بأن القيمة الوطنية والمعنوية لهذا الإنجاز تفوق بكثير الأبعاد الاقتصادية المحضة، فالشعور بالفخر بمنتج مصري يحمل شعار “صنع في مصر” يعزز هويتنا الوطنية.

كما يمثل إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات خطوة ذات أبعاد استراتيجية وقومية تتجاوز الأرقام الاقتصادية إلى التأثيرات الاجتماعية والوطنية العميقة كأحد رموز القوة الناعمة لمصر، فإعادة تشغيل النصر للسيارات يعكس قدرة الدولة المصرية على النهوض والابتكار رغم التحديات، وعودته للعمل يعيد الإحساس بالفخر الوطني والثقة في قدراتنا، على الرغم من كل المحاولات السلبية من بعض القابعين في بحار الدونية “مجاهدي الـ هاهاها” بغرض التشكيك أو الإحباط لما كل ما هو انجازا مصريا.

نرجو الله أن تكون تلك الخطوة دافعا من أجل تعزيز الهوية الوطنية المصرية، ويساعد إعادة تشغيل المصنع لتوفير مزيدا من فرص العمل ودعم الاقتصاد المحلي، وأن يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ويدعم ميزان المدفوعات من خلال خفض فاتورة الاستيراد وزيادة الصادرات، وأن يصبح إعادة تشغيل النصر للسيارات رمزًا للتقدم والازدهار وأن يعيد للمصريين الاعتزاز بصناعتهم الوطنية، ويجدد الحس بالانتماء للهوية المصرية، وأن يكون بداية لما هو أفضل بمشيئة المولى عز وجل.

وكما بدأنا هذا المقال باستحضار وقائع من مسلسل رأفت الهجان، نختمه بالكلمات الملهمة للسيد “نديم هاشم”، التي قالها عندما طلب منه “رأفت الهجان” في أول لقاء بينهما أن يصف له حال مصر آنذاك.

كلمات قيلت قبل أكثر من ستين عامًا، لكنها تبدو وكأنها تصف واقعنا الحالي حرفيًا.

“مصر بخير يا رأفت، بنبني

بنبني في كل مكان وفي كل مجال، في الصناعة والزراعة والاقتصاد والتعليم، في الفنون والآداب والجيش، وفي العلوم، إنشاء طرق، وبنقيم مصانع ومدارس، وبنستصلح أراضي، وبنبني السد العالي.
مش معنى كلامي طبعا إننا عايشين في جنة، أكيد في أخطاء، بس المهم إن إحنا مش واقفين”
بنبني.. بنبني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى