هروب أسرى “جلبوع” إحراج غير مسبوق لإسرائيل
كتبت-نهال مجدي:
فر ستة أسري فلسطينيين من سجن شديد الحراسة شمال إسرائيل فجر الإثنين، عبر نفق حفروه بنظام الصرف في زنزانتهم في واحدة من أسوأ عمليات اختراق السجون في تاريخ إسرائيل، وقد أفادت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ان هناك تمشيط أمني مكثف شمال إسرائيل، والضفة الغربية.
وفور اكتشاف عملية الهروب تم استدعاء أعداد كبيرة من قوات الشرطة إلى المنطقة المحيطة بسجن جلبوع الواقع شمال غرب بيت شيعان، بالقرب من بحيرة طبريا، للبحث عن الهاربين الستة بمساعدة طائرات بدون طيار، وطائرات هليكوبتر. كما ساعد الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) في البحث عن المشتبه بهم، وأقيمت نقاط تفتيش في المنطقة.
وقالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية: “أظهر الفحص الأولي أن الهاربين الستة كانوا في الزنزانة نفسها، وأن طول النفق الذي حفروه يصل إلى عشرات الأمتار، وتم اكتشاف فتحة النفق على بعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن”.
كما وصفت وكالة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية ان هذا الحادث “إحراج غير مسبوق” لإسرائيل
في حين أشارت التقارير الأولية إلى أن الرجال قد حفروا نفقًا ، قالت “كاتي بيري”، مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية، إن الهاربين استغلوا عيبًا في التصميم الهيكلي للسجن، وكشفوا فجوةً خلف الجدار. ومن تحقيقنا الأولي، يبدو أنه لم يكن هناك حفر؛ بدلاً من ذلك، تم رفع الصفيحة التي غطت المساحة من مكانها، بحسب ما أوردته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وجدير بالذكر أن أربعة من الهاربين الستة محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة؛ لاتهامهم بالقيام بمقتل إسرائيليين، اما الخامس فهو احد قيادات كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح؛ حيث إن زكريا الزبيدي كان مسجونًا أثناء محاكمته على ذمة 20 قضية، وعدت قوات الاحتلال أن الهاربين الستة جميعًا في غاية الخطورة.
وقد حث قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية “شمعون بن شابو” سكان المنطقة بعد الحادث، على توخي مزيد من اليقظة، والتنبه لأى شيء مريب قد يلاحظونه. كما أشار إلى أنه سوف تكون هناك أعداد كبيرة من القوات داخل مدن “العفولة” و”بيت شيعان” وفي مدن أخرى.
وقد تم إنشاء غرفة عمليات موحدة على الفور، ونشر قوات الشرطة في الأماكن المحيطة، هذا بخلاف قوات الشرطة الخاصة، والكلاب، ووسائل الشرطة الجوية المشاركة في عمليات التفتيش.
تم إبلاغ رئيس الوزراء “نفتالي بينيت” ، ووزير الأمن العام “عمر بارليف”، المسؤول عن كل من مصلحة السجون الإسرائيلية، وكذلك وزير الدفاع “بيني جانتس”، بالحادث فور اكتشافه، وهم على اتصال دائم بالمسؤولين المعنيين.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان “تحدث رئيس الوزراء “نفتالي بينيت” مع وزير الأمن الداخلي “عومير بارليف” في أعقاب هروب السجناء الأمنيين من سجن جلبوع، وأكد أن هذا حدث خطير يُلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك”.
وأشار بارليف، إلى أن الرجال ربما وصلوا بالفعل إلى الضفة الغربية بعد اكتشاف الهروب في الساعة الثالثة صباح يوم الإثنين.
كما أوردت صحيفة نيويورك تاميز الأمريكية أن رئيس الوزراء وصف كلًا من “نفتالي بينيت’، و”عمر بارليف”، الهروب بأنه “حادث خطير”. وقال متحدث باسم مصلحة السجون أن هذا أول هروب لمسجونين فلسطينيين بهذا الحجم منذ عام 1998.
كما التقى جانتس برئيس الشاباك “نداف أرجمان” ، وقائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي الميجور جنرال “يهودا فوكس” ورئيس عمليات الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال “عوديد باسيوك”، وأمر بتعزيزات أمنية للمعابر الحدودية والمنطقة المحيطة بالحدود، بينما يستعد للقيام بأي إجراءات أخري مطلوبة للقبض على الإرهابيين، بالتنسيق مع جهاز الشاباك، وأجهزة الأمن الأخرى.
ولم يستطع المحققون الإسرائيليون حتى الأن معرفة كيف حفر الرجال في الأرضية الخرسانية، والمعدنية، في الوقت الذي لا يسمحون فيه بدخول اي ادوات بسيطة حتى لو كانت ملاعق معدنية بدخول الزنازين، على الرغم من أن إدارة السجون تعاملت منذ فترة طويلة مع عمليات هروب كبيرة أخري، وفي بعض الأحيان كانت متقنة.
وقال مسؤولو السجن إن الهاربين لم يشقوا نفقًا في طريقهم للخروج من السجن، لكنهم شقوا طريقهم في فجوة موجودة،واستخدموها للهرب. خرج الرجال من نفق آخر إلى طريق على الجانب الجنوبي من السجن.
وتعتقد مصلحة السجون الإسرائيلية أن الهاربين الستة قد حصلوا على مساعدة خارجية، وتواصلوا مع حلفائهم في الخارج من خلال هاتف محمول قاموا بتهريبه إلى زنزانتهم.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها تستعد لإرسال السجناء الأمنيين الآخرين في سجن جلبوع إلى منشآت أخرى في إسرائيل كإجراء احترازي.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الستة سيحاولون الفرار إلى الأردن، أو جنين؛ حيث ينحدر جميع الهاربين من تلك المدينة، أو القرى المجاورة، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. وبالفعل انتشرت قوات جيش الاحتلال حول المنطقة، وأقامت نقاط تفتيش.
وجدير بالذكر أنه بعد ساعتين- تقريبًا- من فرارهم شوهد الرجال وهم يسيرون على طول الطريق بالقرب من السجن حوالي الساعة 3 صباحًا؛ مما دفع رجلًا إلى الاتصال بالشرطة، وقال المُبلغ إن الرجلين المشبوهين بدا وكأنهما يسيران- شرقًا- من السجن باتجاه “بيت شيعان” والحدود الأردنية.
وفى المقابل ووصف مسؤولو حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية- في تصريحات لشبكة الميادين الإخبارية التابعة لحزب الله- عملية الهروب بأنها “فشل ذريع لجيش الاحتلال” و”صفعة قوية للجيش الإسرائيلي، والنظام الإسرائيلي برمته”. كما أشادت حركة حماس بالفرار، ووصفته بأنه “عمل شجاع، وبطولي”.
وقال المتحدث باسم حماس “فوزي برهوم” في بيان “هذا انتصار لإرادة سجناءنا الأبطال، عزيمتهم، وتحدٍ حقيقي للنظام الأمني الصهيوني الذي يتباهى الاحتلال بأنه الأفضل في العالم”.
وجدير بالذكر أن هناك ما يقرب من 5000 سجين فلسطيني معتقلين بالسجون الإسرائيلية-عادةً- بسبب نشاط عسكري مزعوم. كما تحتجز السلطات الإسرائيلية جثث عشرات المعتقلين الفلسطينيين، رافضةً دفنهم لردع مسلحين آخرين، وكوسيلة للضغط على حماس، التي يُعتقد أنها تحتجز جثث جنديين إسرائيليين قتلى بحسب ما أوردته نيويورك تايمز.