fbpx
تقاريرسلايدر

“ملفات بيبي” قنبلة وثائقية تهز عرش نتنياهو

إعداد: نسرين طارق

شهدت فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي عرض فيلم “ملفات بيبي”، على الرغم من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع عرض الفيلم.

حيث قدم نتنياهو طلبا إلى المحكمة المركزية في القدس لعقد جلسة استماع عاجلة مطالبا بمنع عرض الفيلم الوثائقي”ملفات بيبي”.

لماذا طلب نتياهو منع عرض الفيلم؟

الفيلم الوثائقي من إنتاج مشترك للحائز على جائزة الأوسكار أليكس جيبني، وهو أميركي إسرائيلي، والصحافي الإسرائيلي في القناة “13”، رافيف دروكر، ومن إخراج اليهودية الأمريكية أليكسيس بلوم.

أليكسيس بلوم مخرجة فيلم " ملفات بيبي"
أليكسيس بلوم مخرجة فيلم ” ملفات بيبي”

حصل جيبني على التسجيلات المصوّرة العام الماضي، وهي تسجيلات مسرّبة من الشرطة عن التحقيقات التي سُجّلت بين عامَي 2016 و2018 بوصفها جزءاً من جمع الشرطة الأدلة لتحديد ما إذا كان ينبغي توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، وقد وُجّهت ضده الاتهامات بالفعل في عام 2019، وشملت تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

كما يلمح “وثائق بيبي” إلى أن رئيس الوزراء يتعمد إطالة الحرب في قطاع غزة، التي حصدت أكثر من 40 ألف شهيد حتى الآن، لتجنب عقوبة السجن المحتملة الناجمة عن الاتهامات الموجهة له بالفساد.

هل قبلت المحكمة طلب نتيناهو؟

قبل العرض الأول للفيلم، في مهرجان تورنتو السينمائي قدم نتنياهو طلبا إلى المحكمة المركزية في القدس لعقد جلسة استماع عاجلة، مطالبا بمنع عرض الفيلم ونشر وثائق من جلسات محاكمته بتهم الفساد.

وجاء رد المحكمة صادما لرئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث رفضت المحكمة الطلب، ولم تعترض على عرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي في كندا، ولكنها فتحت الباب أمام الاستئناف حول عرض العمل في إسرائيل.

ورفض القاضي الإسرائيلي إصدار أمر بعدم عرض الفيلم، وقال إن الفيلم يحتوي على مقاطع فيديو توثّق تحقيقات الشرطة مع نتنياهو، ومع زوجته سارة، ونجله يائير، وإذا كان القانون الإسرائيلي يحظر نشر مقاطع من تحقيقات الشرطة في أي قضية، لكنه لا يحظر على الأشخاص حصولهم على التسجيلات، أي لا يحظر فيلماً مستمَداً من تلك الوثائق.

مشاهد توثيق الفساد

يتضمن الفيلم بعض المشاهد المسربة والتي تظهر في الفيلم، فقد سجلت الشرطة مقاطع فيديو استجواب نتنياهو في مكتبه بين عامي 2016 و2018، قبل أن يوجه الادعاء العام له اتهامات رسمية بالفساد.

وعلى الرغم من أن التسجيلات التي تحتوي على آلاف الساعات من التحقيقات تم إجراؤها منذ أكثر من 8 سنوات، فإنه لم يتم رؤيتها في أي مكان، بما في ذلك إسرائيل، بسبب قانون الخصوصية فيها.

كما تتضمنت اللقطات -التي جمعت ضمن التحقيقات بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يعرف بـ”قضية الهدايا”- مشاهد لنتنياهو وهو يتحدث عن مزاعم بأنه هو وزوجته سارة قبلا هدايا من المنتج الهوليودي أرنون ميلشان.

نتنياهو وزوجته سارة

كما يظهر في الفيلم الوثائقي العديد من الشهود الذين عملوا لصالح ميلشان ونتنياهو وهم يتحدثون إلى الشرطة، ويرسمون صورة للهدايا المنتظمة التي زعموا تلقي عائلة نتنياهو لها مقابل الحصول على خدمات.

ومن بين هذه الخدمات تمديد الإعفاء الضريبي الهامشي الذي استفاد منه ميلشان، ويزعم نتنياهو أن تدخله غير المعتاد فيما يتعلق بالإعفاء الضريبي كان لصالح الدولة، وليس لمصلحة ميلشان.

القضية ” 1000″

وتعد قضية “الهدايا” أو ما تعرف أيضا باسم القضية “1000” أبرز تهم الفساد وتلقي الرشاوى التي يواجهها نتنياهو، وتشمل عائلته أيضا بسبب مزاعم حول تلقيهم هدايا ثمينة، من بينها مجوهرات لزوجته سارة من بعض الأثرياء المشهورين، وكذلك التحقيقات مع موظفين في مسكن رئيس الحكومة الرسمي.

عائلة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو

آراء صناع الفيلم

قالت المخرجة أليكسيس، إن نتنياهو يظهر في الفيلم كبطل تراجيدي على طريقة أبطال مسرحيات شكسبير، أي “البطل الذي يقع ضحيةَ أفعاله”، وقد كشفت التحقيقات الكثير من التفاصيل، عن مدى جشعه وحبه للمال والهدايا، وغوصه في الملذّات والركض وراء المال، لدرجة أنه أهمل شؤون الدولة حتى تدهورت إلى الحد الذي نراه فيها الآن.

وقال مخرج الفيلم جيبني: “إن هذه التسجيلات تُلقي الضوء على شخصية نتنياهو بطريقة غير مسبوقة وغير عادية، إنها دليل قوي على شخصيته الفاسدة، وكيف دفعت إسرائيل إلى الهاوية التي نحن فيها الآن”.

لقطات من الفيلم

ووفقاً لتوم باورز، كبير مبرمجي الأفلام الوثائقية في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، فإن فيلم “ملفات بيبي”، هو عمل من أعمال الصحافة الوثائقية من الدرجة الأولى، فقد حصل أليكسيس بلوم وأليكس جيبني، على لقطات كاشفة لم يرَها أحد من قبل، ثم أجرَيا مقابلات معمّقة مع مجموعة واسعة من الشخصيات، من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية.

كما أضافت بلوم إنه “تبرز شخصية نتنياهو بقوة في التسجيلات، وأودّ أن أقول إن الفارق بين هذا الفيلم ونشرات الأخبار أو شيء قد تشاهده عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هو أن هذه نظرة إنسانية للغاية إلى الأشخاص الذين يتصدّرون عناوين الأخبار.

وأضافت أن الفيلم الوثائقي يستخدم مقاطع فيديو الاستجواب «كطريقة للدخول» إلى قصة نتنياهو، رئيس الحكومة الأطول مدةً في إسرائيل الذي تولّى منصبه 6 مرات، وكان عملنا في هذا الفيلم هو ربط هذه التحقيقات ومحاكمة الفساد بكل ما يأتي بعد ذلك.

دوافع اطلاق الفيلم

وعلقت بلوم على خطة “الإصلاح القضائي” التي تبناها نتنياهو كانت لإضعاف جهاز القضاء، وكانت أحد الأسباب التي دفعتها إلى العمل على هذا الفيلم.

 ولفتت إلى أن حكومة نتنياهو تحاول إصلاح المحكمة العليا، ثم تشن الحرب (على غزة) بطريقة لم تكن لتحدث أبداً لو لم يكن لديها مثل هذا الائتلاف المتطرف.

وشدّد جيبني على ان هناك إلحاح فيما يتّصل بمعالجة هذه المواد وشخصية نتنياهو، في وقت يُقال لنا فيه: (أوه، هذه الأمور يجب ان تؤجل لوقت آخر؛ لأن نتنياهو يخوض حربا في غزة).

“لقد شعرنا أنه من المهم، من واجبنا بصفتنا مواطنين نؤمن بالعولمة، أن نجعل قصتنا معروفة في أقرب وقت ممكن؛ لأن الناس يموتون كل يوم».

هل الفيلم يعرض الرهائن للخطر؟

أثناء العرض الأول للفيلم، رفع بعض المشاهدين لافتات كتبوا عليها عبارات مثل “فساد نتنياهو يعرض الرهائن للخطر”، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك السريع لتأمين إطلاق سراح الأسرى وتأمين وقف إطلاق النار في غزة قبل فوات الأوان.

لقطة من قاعة عرض فيلم “ملفات بيبي” بمهرجان تورونتو السينمائي بكندا

فيما استغل البعض حالة الجدل التي صاحبت عرض الفيلم ورفض المحكمة، وأُطلقت من مجموعة معارضين نتنياهو، مبادرة لعرض فيلم “الملك بيبي” بأجر رمزي شبه مجاني، وفي ليلة واحدة سجّل حوالي 13 ألف شخص طلبات المشاهدة، كان بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت.

كما طالب العديد من الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي بمشاهدة ما يقوم به نتنياهو من “فساد”.

الفيلم يروي الحقيقة

وقال جيبني، وبلوم التي ينتمي والدهما للديانة اليهودية، إنهما قررا إنتاج الفيلم بحيث لا يروّج لتعاليم دينية معينة، بل يتناول الإسرائيليين والفلسطينيين ويروي الحقيقة، ويركّز على حقوق الإنسان، وليس فقط على حقوق الإسرائيليين أو الفلسطينيين.

وأضافت بلوم: “حاولت جاهدةً إيجاد أرضية مشتركة في هذا الفيلم، شيء يمكننا جميعاً أن نتفق عليه، إن بقاء نتنياهو لفترة أطول من اللازم هو أمر يتفق عليه كثير من الإسرائيليين وكثير من الفلسطينيين أيضاً، ولكنني أعتقد في واقع الأمر أن أغلب الناس، باستثناء المتشدّدين من أنصار نتنياهو، يتفقون على ضرورة رحيل نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى