fbpx
مقالات

محمد صلاح يكتب: نهوض مصر.. تاريخ من التحديات والمؤامرات الخارجية

من يتأمل تاريخ مصر، القديم والحديث، ومحاولات النهوض بها، سيلاحظ أن نهوض مصر لم يكن يومًا بالأمر السهل أو اليسير، بل كان دائمًا ما يرافقه سيل من المؤامرات الخارجية التي دبرها المنافسون والأعداء، ورغم أنهم يدركون أهمية مصر ومحوريتها، إلا أنهم يفضلونها ضعيفة وهشة، عاجزة عن تسيير شؤونها، غارقة في التخلف والمشكلات.

التاريخ الحديث وحده يكشف لنا عن العديد من المحاولات الخارجية لإضعاف مصر كلما شرعت في النهوض.

فترة محمد علي (1805-1848):

خلال هذه الفترة، وضع محمد علي أسس مصر الحديثة في مختلف المجالات، شهدت مصر نهضة في الجيش والقوات المسلحة، الزراعة، مشروعات النيل، التصنيع البحري والعسكري، والتعليم. توسعت الدولة المصرية حتى وصلت إلى حدود الدولة العثمانية، الإمبراطورية الأكبر في الشرق آنذاك.

لكن مع توسع نفوذ مصر، بدأت الدول الأوروبية تتآمر ضدها، ما دفع إلى إبرام معاهدة لندن عام 1840 ، والتي قلّصت حدود الدولة المصرية التي بناها محمد علي، وقيدت قوتها العسكرية لصالح الأطماع الأوروبية وحفاظًا على مكانة الدولة العثمانية التي أثبت الجيش المصري أنها غير مبررة.

فترة الخديوي إسماعيل (1863-1879):


خلال حكم الخديوي إسماعيل، سعت مصر إلى منافسة أوروبا في جمال العمران والتقدم الحضاري، ورغم أن إسماعيل اعتمد بشكل كبير على الديون لتحقيق طموحاته، إلا أنه نجح في رفع مكانة مصر.

في عهده، تم افتتاح قناة السويس، التي أصبحت شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا وقوة ضغط سياسية كبيرة، وما زالت حتى الآن تمثل أحد أكبر مصادر الدخل لمصر، لكن سرعان ما انتهت هذه الفترة بمؤامرة الاحتلال البريطاني لمصر، الذي استمر 74 عامًا حتى توقيع اتفاقية الجلاء عام 1954.

فترة جمال عبد الناصر (1956-1970):

جاءت ثورة 23 يوليو 1952 لتغير ملامح مصر الحديثة، في عهد عبد الناصر، تم القضاء على الإقطاع، وزيادة الرقعة الزراعية بفضل بناء السد العالي، أحد أعظم المشاريع الهندسية في القرن العشرين.

كما شهدت مصر تأسيس قاعدة صناعية كبيرة القطاع العام) في الستينيات) وتأميم قناة السويس.
لكن هذا التقدم أثار مخاوف الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية، ما أدى إلى نكسة يونيو1967، التي كانت إحدى أبرز محاولات إيقاف تقدم مصر.

فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي: ( (2014حتى الآن

خلال العقد الماضي، قاد الرئيس السيسي مصر نحو استعادة قوتها، شهدت مصر تعزيزًا كبيرًا للقوات المسلحة، مع بسط السيطرة الكاملة على الحدود، لا سيما الشرقية منها، كما تم العمل على بناء اقتصاد حديث، بما في ذلك مشروع قناة السويس الجديدة، وتطوير البنية التحتية للنقل والموانئ البحرية.

هذا التقدم أثار قلق العديد من القوى المحيطة بمصر، التي تدرك جيدًا ما قد يحدث إذا استعادت مصر قوتها الحقيقية.

في الختام:
نهوض مصر ليس مهمة سهلة ويتطلب تكاتف الجميع لإفشال أي محاولات لإيقاف هذا التقدم.

الكاتب: صحفي وباحث ماجستير بكلية الإعلام وعضو كيان شباب مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى