من السد الإثيوبي لليبيا والفلسطينيين والطاقة والسودان والاقتصاد: الفوائد المصرية من زيارة السيسي المرتقبة لتركيا
تحليل: مصطفي فريد ووكالات
خطوة في غاية الأهمية، ما فعلها الرئيس السيسي، بمبادرته بالاتصال برئيس الوزراء اليوناني، قبل أيام من ذهابه لتركيا، لأول مرة بعد عودة العلاقات، حتى لا يترك أية مساحة للقيل والقال وتأثر العلاقات بين القاهرة واثينا، فمعروف مدى التوتر بين أنقرة وأثينا.
الحديث يدور عن تحالف مصري تركى يعلن عنه خلال الزيارة التي تتم وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة لأنه لايزال هناك عدد كبير من الإخوان الهاربين في تركيا.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى تركيا بعد عودة العلاقات بين البلدين بتسمية سفراء القاهرة وأنقرة بعد قطيعة دامت لـ 10 سنوات إنه ليس أمرا غريبا أن يتم الحديث عن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في نهاية يوليو، ليست مفاجئة للكثيرين، خاصة إنه كان يتم التمهيد لها ولمحتواها حتى من قبل الانتخابات الرئاسية التركية، والأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلدين لها دور كبير في التغييرات التي آلت لها الآن بعد مواجهات في غاية الخطورة، أوصلها البعض لمربع الحرب.
القمة المرتقبة ستعكس الكثير من التفاهمات المصرية التركية بشأن القضايا الإقليمية وأزمات المنطقة خاصة التعاون الاقتصادي، بين البلدين خاصة في مجال الطاقة وإمكانيات التعاون المشترك في هذا الملف، فضلا عن الملف الليبي وإمكانيات دعم المسار للسياسي لحل الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار.
ومن المؤكد أن قادة البلدين سيعملان على تعزيز الاتفاقيات الثنائية في المجال الاقتصادي بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين البلدين.
وستكون زيارة تاريخية لضخ دماء دافئة في شرايين العلاقات المصرية التركية الكلاسيكية والتي أنهت ثالث مرة من تجميد العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية في العصر الحديث.
الزيارة ستعد خطوة لتصفير المشاكل بين الطرفين والمضي قدما في إيجاد رؤية متقاربة مع الملفات الساخنة التي أدت الي هذه الخصومة الدبلوماسية الأخيرة التي استمرت لحوالي 10 سنوات وكأنها كلمة السر في إذابة البرودة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وترسم ملامح التوافق في المرحلة المقبلة القائم على قدر كبير من التنسيق و التفاهم لمستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية الجديدة وإيجاد صيغة جديدة بين الطرفين خاصة في القضايا الشائكة”.
ومن المتوقع آلا تقتصر الزيارة على الارتقاء بالتمثيل الدبلوماسي وحسب ولكن تنحسب أيضا على الاستغلال الأمثل للقدرات البينية التي تتمتع بها كل دولة في مسارها الإقليمي وتضع دعائم حل بعض الأمور الشائكة و زيادة التقارب في أزمة ملف الطاقة وترسيم الحدود البحرية من أجل الاستفادة من التواجد التركي في منظمة غاز شرق المتوسط وأن تكون هذه الخطوة تمهيداً لعودة العلاقات بين تركيا واليونان وقبرص وتشكيل محور اقتصادي جديد في منطقة شرق المتوسط لما تتمتع به هذه البلدان من موانئ طبيعية على مسار التجارة العالمية وهو ما يصب في مصلحة تركيا من أجل إنهاء الخصومة مع تركيا واليونان والتي حاولت مصر بعد أحداث الزلزال الذي ضرب تركيا ان تنمي هذا المسار”.
وأضاف:” ستركز الزيارة بشكل كبير على رفع مستوى التجارة البينية بين الدولتين، وذلك بعد تأثرهما بشكل كبير بالأحداث العالمية الراهنة فضلا عن التأكيد علي أن هناك صياغة جديدة القوي الإقليمية في المنطقة متمثلة في مصر وتركيا وإيران والسعودية في ظل عالم تغيب عنه القطبية الأحادية والمضي نحو عالم ثنائي او ثلاثي الأقطاب”.
الزيارة أيضا ستعمل على حلحلة الأمور في الازمة الليبية والتي تتمتع كل دولة منهما بوضع جيوسياسي داخل ليبيا وهو ما قد يكلل النجاح بإجراء الانتخابات في ليبيا في العام المقبل بعد الجهود الكبيرة التي احرزتها مباحثات 6 +6، والمعنية بدعم المسار السياسي في ليبيا.
الزيارة ستعمل على تصفية المنطقة الرخوة أمنيا والتي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية التي اتخذت من الشمال السوري مرتعا لها وتؤثر بشكل كبير على العمق الاستراتيجي المصري والتركي على السواء وان دعم مصر للنظام السوري وترتيب العديد من اللقاءات بين الجانب التركي والسوري برعاية روسيا قد يعجل بهذه الخطوة ومن ثم ازدهار طريق التجارة البينية بين تركيا ومصر كمان كان سابقا في اتفاقية ” الرورو”
هذا الأمر سيتفيد به أيضا دول الخليج العربي من توريد المنتجات التركية إليها عبر الموانئ المصرية.
ومن أهم النقاط أن عودة العلاقات ستحل مشكلة سد النهضة الأثيوبي بفضل التدخل التركي لدى إثيوبيا ، حيث من الممكن مساعدة مصر في حل أزمة سد النهضة لما تتمتع به تركيا من علاقات جيدة مع الجانب الإثيوبي وهو ما قد يؤثر بشكل أفضل بعض الشئ في المفاوضات المصرية السودانية الإثيوبية حول أزمة سد النهضة التي ازدادت تعقيدا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها السودان.
و هذه الزيارة ستساهم في توحيد الرؤية تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة إيجاد مسارات للحد من الانتهاكات الإسرائيلية للاماكن المقدسة والسعي نحو إقرار مسار حل الدولتين والذي تجمد بسبب تجمد عمل الرباعية الدولية إبان الحرب الروسية الأوكرانية وذلك لأنها تأتي قبيل زيارة الرئيس التركي الي إسرائيل كما كان معلن قبل اقتحام إسرائيل مخيم جنين والذي وضع إسرائيل في موقف عدائي مع الكتلة العربية والإسلامية واعتقد انها قد تؤثر في شكل ومضمون الزيارة التركية لإسرائيل”.