خطر الإعلام علي المجتمع
كتب: محمد عزوز
الإعلام هو أهم أدوات الحرب المستخدمة في العصر الحديث؛ دون تحديد ما إذا كانت حرب جيل رابع، أو خامس، أو حتي الجيل العاشر منها. سيبقى للإعلام دوره الأقوى، والأهم فاعلية في هذه الحروب بين الدولة من جانب، والثقافات، والأفكار الأخرى المختلفةمن جانب ٱخر؛ إذ يتم توجيه شعب الدولة المستهدفة للنيل من ثوابتها، وتهديد هويتها الأصيلة.
يمكن للإعلام، عزيزي المواطن- بمجموعة أخبار زائفة، أو كاذبة- سلب ثقافتك،حاضرك، بل وماضيك، ووطنك، وعقلك، وعلي سبيل المثال لا الحصر عندما تقرأ- يوميًا- وبشكل مكثف عن اعمال البلطجة، والقتل والسرقة، وقضايا المخدرات يتسرب اليك الشعور بالخطر علي نفسك من هذا المجمتع الذي تعيش فيه، ثم تصل إلى مرحلة كراهية المجتمع، وفي الوقت نفسه تجد تلك الأداة الجبارة ( الإعلام) تكثف من تصدير صورة سلبية عن مجتمعك إلى الخارج،مضخمة من خلالها كل ما يبرز سوءاته بصورة خطيرة؛ الأمر الذي يضرب ثقتك- في نهاية الأمر- في وطنك، ويضرب ثقة المجمتع الدولي في السياحة مثلا.
ويمكن للاعلام أن يوجهك، ويشكل وجهة نظرك عن شخصٍ ما، أو سياسي، أو دولة، أو أحد العلماء، أو حتي عن شخص فاسد بالسلب، أو الإيجاب، كل هذا وذاك من خلال بث الأخبار طريقة غير مباشرة، ودون ان تشعر أن شخصًا ما، أو منظمةٍ ما توجه حديثها إليك لتغير وجه نظرك بشكل مباشر، ولكن من خلال مجموعة الاخبار.
تجد علي سبيل المثال محمد رمضان حديث المدينة، ولا ننكر أنه يجذب فئة كبيرة من الشباب، ويؤثر في سلوكها، وفي اللحظة نفسها تجد سيل من أخبار سلبية مكثفة تتبين منها أن طارق شوقي وزير التربية والتعليم من المغضوب عليهم من فئة أخرى معتبرة من المجمتع، ودون أن تعي أن المحرك للأحداث هو واحد فكرة الإيحاء دائمًا في اتجاه معين، وبقوة وبذلك يسلب إرادتك ويغير قناعاتك ببطء، وبنجاح منقطع النظير.
إن أهم أهداف الإعلام الموجًه هو التقليل من كل شيء ذي قيمة في حياتك، واستبدالها ببدائل أخرى لا قيمة لها، أو بدائل خادعة تظنها ثمينة؛ لكنها تافهة، وربما مدمرة، كل ما في الأمر هو أن تتحلى ٱلة هذا الإعلام الخائن والموجًه بالاستمرارية، والإصرار! وفق خطة مدروسة. على سبيل المثال عند التقليل من قيمة الأب في المنزل، و طريقة أو بأخرى التقليل من قيمة الفن الجيد؛ من خلال نشر الفن الهابط، والتقليل من قدر العلماء والدعاة، والزج بشخصيات هي بالفعل قد تنتسب لأهل العلم لكنها جوفاء؛ ومن ثم تنطلي الخدعة وهكذا مع كل ما هو مرجع كنا نعود إليه! لنتعلم، ونعرف.
ليكن الإعلام مصدر تعلمنا، ومعرفنتا ومشكًل الآراء كما يريد، لكن احذر- أيها المواطن- ما يبثه من محاولات التقليل من قيمة الوطن، الأرض، التاريخ، والحضارة، والحدود، ثوابت وطنيتك يتم استهدافها وضربها بأخبار بأخبار مسمومة متعددة ( الترويج لجمال الغرب، وعظمته، مع إظهار ابشع ما فى تاريخ الدولة أن وجد، وطمس النجاحات، والاستهزاء بالحدود، والترويج للهجرة نجاةً من فشل الدولة الذي يروجون له ) طبعا كل ذلك بأخبار سلبية تنشر يوميا.
الهدف النهائي لعدوك هو سلبك عقلك والتحكم فيما تحب، وفيما تكره، وتغيير ترتيب أولويات حياتك؛ من خلال الإعلام، وعلى نار هادئة، وعبر فترة من الزمن بٱلاف الاخبار السلبية عن الوطن، إلى أن يخرج جيل ليس ببعيد يكره البلد، ويحقد عليها؛ لأنه ببساطة لم يسمع منذ نشأته خبر جيد عن هذا الوطن، مقابل ما يستقبله- يوميا- على أنه إيجابي في الدول الأخرى، فهو يسمع مائة خبر سلبي علي أمل أن يأتي يومًا جيل يبيع الوطن الغالي بالرخيص، ويشتري الرخيص بأغلي ثمن.
والإعلام المصري- الٱن- يدور في فلك الخطة، وينفذها بكل دقة، وأمانة، سواء كان ذلك بقصد، وعلم، أو جهل فقد تم سلب إرداته هو أولًا، وتغيير أولوياته من إعلام جاذب للقارئ المحترم ناقل للخبر الحقيقي إلي إعلام مضلل باحث عن الترفيك، والتريند، والمال بأى شكل علي حساب الضمير، والمهنية،والمشاركة في ضياع أجيال وتغييب وعيهم.
الحرب ضخمة، وكبيرة جدًا، وتحتاج إلي وقت،وجهد، ومال، وشباب وشيوخ الصحافة والإعلام لعمل كيانات قادرة على إعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح، وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، بما يُظهر كل جميل في الوطن، ويعلي من قيمة القدوة، من العلماء، والأسرة، والاحترام، وقيمة الوطن، و المشاركة في تنمية المجتمع وليس هدمه.
ومن هنا جاءت فكرة موقع الجمهورية الثانية؛ لتكون نواة لإعلام قادر- بإذن الله- على تعديل البوصلة الي الاتجاه الصحيح حمايةً للوطن، ولوعي الشباب، والمجتمع بشكل عام، وإعادة ترتيب أولوياتنا جميعًا بالخبر الحقيقي والخبر الأهم،والصورة الأجمل، والكلمة الأرقي بالمهنية العصرية وليس المهنية الجامدة. ومن خلال شباب واعٍ، ومسؤولين أكفاء، وصحفيين كبار من أعظم المؤسسات الصحفية.
انتظروا أول الغيث، ومن بعد نجاحنا- إن شاءالله- ستظهر عشرات المواقع تنهج النهج نفسه، والأسلوب الوطني الحقيقي المهني، وسننتصر في حرينا ضد الإعلام المضلل، والمُستغًل من الخارج؛ عن علم أو جهل.