الولايات المتحدة تضغط على حلفائها لخفض صادرات تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية إلى الصين
متابعة: نسرين طارق
من أجل تشديد القيود على صادرات التكنولوجيا والأدوات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية إلى الصين، تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً مكثفة على حلفائها في أوروبا وآسيا، وسط مخاوف أمريكية متزايدة بشأن تطوير شركة “هواوي” لأشباه الموصلات المتقدمة.
ونقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن 5 مصادر وصفتها بأنها “مطلعة على المحادثات” قولهم إن واشنطن تريد من اليابان وكوريا الجنوبية وهولندا، استخدام ضوابط التصدير المعمول بها في الوقت الحالي “بفاعلية أكبر”، بما في ذلك منع مهندسيهم من العمل في مجال أدوات صناعة الرقائق في مصانع أشباه الموصلات المتقدمة في الصين.
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضوابط شاملة على التصدير في عام 2022، تضمنت منع “الأمريكيين”، سواء أفراد أو شركات، من تقديم دعم مباشر أو غير مباشر لبعض مصانع الرقائق المتقدمة في الصين.
وأصبحت الولايات المتحدة أكثر قلقاً بشأن تسارع وتيرة الرقائق المتقدمة في المجموعات الصينية رغم الضوابط الأمريكية الصارمة.
وعند زيارة وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو للصين العام الماضي، أصدرت شركة “هواوي” الهاتف Mate 60 Pro، الذي يتضمن شريحة متقدمة أثارت دهشة خبراء مراقبة الصادرات في الحكومة الأمريكية.
مخاوف امريكية من هواوي الصينية
وأضافت الصحيفة أن واشنطن طلبت من حلفائها ” وقف التحايل على القيود الأمريكية من قبل الصين، وعلى وجه التحديد، أن تصعب هذه الدول بدرجة أكبر على شركات العالم الثالث إمداد الصين بالأدوات التي تتضمن التكنولوجيا التي تم إنتاجها في اليابان وكوريا الجنوبية وهولندا”.
وتستخدم الولايات المتحدة آلية موسعة تُعرف باسم “قاعدة المنتجات الأجنبية المباشرة” لاستهداف شركة “هواوي”، حيث تُمَكن هذه القاعدة وزارة التجارة الأمريكية من منع الشركات غير الأمريكية من إمداد “هواوي” بالأدوات التي تحتوي على التكنولوجيا الأمريكية، حتى إذا كانت مصنوعة خارج الولايات المتحدة.
ولكن حلفاء واشنطن لم يلتزموا بتنفيذ هذه التدابير وفق تقرير “فاينانشال تايمز.
وتشعر بعض الشركات الآسيوية بالإحباط نتيجة مواصلة الولايات المتحدة السماح لبعض شركاتها، مثل “كوالكوم”، بإمداد “هواوي” بالرقائق، في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطاً مكثفة على الحلفاء.
وأكد بعض المسؤولين في الدول الحليفة للولايات المتحدة أنه “من الضروري أن يكون لديها مهندسين في المجموعات الصينية “للمساعدة في مراقبة النشاط المحلي”، وفقاً لما نقلته “فاينانشال تايمز”
نقص الشفافية
في العام الماضي، فرضت اليابان قيوداً على 23 نوعاً من أدوات صناعة الرقائق، ورغم ذلك أشار بعض المسؤولين إلى أن هناك “نقصاً في الشفافية” في مدى الصرامة التي تنتهجها اليابان عندما يتعلق الأمر بتطبيق ضواط التصدير، وفق ما أوردته “فاينانشال تايمز”.
وقامت العديد من الشركات اليابانية بقطع علاقاتها بدرجة كبيرة مع شركة “هواوي”، ولكن المجموعة الصينية لا تزال عضواً في Keidanren، وهي مجموعة الضغط التجارية الأكثر نفوذاً في اليابان.
وقال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، لـ”فاينانشال تايمز”، إن الكتلة ستكون “مترددة” في فرض قيود على عمل المواطنين الأوروبيين في الصين، مشيراً إلى أن “هذا الأمر المتعلق بالمواهب مرتبط بقضية الحرية الشخصية”.
وفي سياق منفصل، حض ماركو روبيو نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، وإليز ستيفانيك، النائبة الجمهورية عن ولاية نيويورك، وزيرة التجارة الأمريكية، الخميس، على إلغاء تراخيص التصدير المرتبطة بشركة “هواوي” بعد تقارير حول تطوير الشركة جهاز حاسوب محمول بشريحة “إنتل”.
من جانبها أكدت شركة “إنتل”، أنها ملتزمة “بشكل صارم بجميع القوانين واللوائح التنظيمية المعمول بها في البلاد التي نمارس فيها أعمالنا”.