fbpx
تقارير

نكشف لكم غير المعلن في اجتماع الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين والهنود.. وماذا يهمنا؟

تحليل إخباري: إسلام كمال

لا البيان السعودي، ولا البيان الأمريكي، كشفا عن كل تفاصيل ما دار خلال الاجتماع الذي عقد بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ونائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال.

فالمتاح من المعلومات، كان أكثر من الناحية الأمريكية كالعادة، وتطرق لما أسماه بيان البيت الأبيض بشرق أوسط أكثر أمانا واستقرارا، وهو العنوان المموه لتسريع التطبيع المعلن بين السعودية وإسرائيل، تزامنا مع التطبيع السعودي الإيراني، الذي بالتأكيد تطرق له الاجتماع، لكن لم يعلن عنه شيئا سوى جزئية استمرار واستقرار هدنة اليمن.

وهى بالمناسبة، قضية في غاية الأهمية بالنسبة للرياض، وكانت قد نشبت خلافات عديدة بين الرياض وواشنطن بسبب التصورات المختلفة للعاصمتين عن الأزمة اليمنية، وصل الأمر لقطيعة مؤقتة، ضاعفتها التقاربات السعودية مع الروس والصينيين، والتي وصلت حتى التطبيع مع إيران، ومن هنا رأت واشنطن العودة، مع المواقف السعودية الخارجة عن السرب في الملف البترولي أيضا، وبالتالي أخذت هذه القضية الكثير من النقاشات، لكن لم ينشر عنها سوى جملة عابرة.

والسرية والتوتر، وصلا حتى التصوير، فلم تتوفر للاجتماع أي صور أو فيديوهات محترفة.

فيما أثارت المشاركة الهندية كثيرا من التساؤلات، رغم إنها ليست الأولى، لكن من الممكن الحديث عن تغييب أطراف أخرى منها باكستان، ومن غير المعروف إن كان تطرق الحديث عن الاحتقان الطائفي المتصاعد بين الهندوس والمسلمين في الهند، وسط تماهى الحزب الهندوسي الحاكم مع هذه الموجة الدموية، دون أي اعتراضات دولية، ووسط سكوت منظمة العالم الإسلامي نفسها التي تسيطر عليه قوى منها السعودية وتركيا.

الاجتماع كان له طابع مخابراتي بأبعاد سياسية، وهذا واضح جدا من طول مدته وقصر بيانه، لكن من غير المعقول الإشارة العابرة القصيرة جدا عن الأزمة السودانية على دقتها، ويبدو أنه كان هناك حديث مطول عنها.

والأهم بالنسبة لنا هي القضايا المعلنة، خاصة إن تواجد من التواجدات المباشرة الأمريكية القليلة في الشرق الأوسط، مع تحور اهتمامات واشنطن حول الصين وروسيا، ويجب أن نقف طويلا أمام مفهوم الشرق الأوسط الذي تقصده أمريكا واختياراه الممثلين السعودي والإماراتي والهندي، دونما مصر، وطبعا في تواصل غير مباشر مع إسرائيل معلنا على الأقل، إلى حين فقط، بسبب السعودية.

لكن أين مصر من ذلك، فوزير الخارجية المصري سامح شكري اضطر خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية بالجامعة العربية لإعادة سوريا، إلى التأكيد على دعمه كل المبادرات الدولية والعربية لحل الأزمة السودانية، على خلفية الوساطة الأمريكية السعودية، التي تتم بدون أية دولة حدودية مع السودان، بما فيها مصر!

وإلى البيانات المعلنة، التي أشير إليها حتى تقارنوها مع ما هو غير معلن، وما حصلنا عليه معلومات، بخلاف التحليلات والاجتهادات، حيث يشير البيان السعودي إلى أن الأطراف المجتمعة بحثت في هذا اللقاء “سبل تعزيز العلاقات والروابط بين دولهم وبما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة”.

وحضر الاجتماع من الجانب الأمريكي “السفير الأمريكي لدى المملكة مايكل راتني، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي السيد بريت ماكجورك، والمنسق الرئاسي في وزارة الخارجية السيد آموس هوكستين، وكبيرة مستشاري الأمن القومي السيدة أريانا بيرنجاوت”.

وكان البيت الأبيض قد نشر بيانا صحفيا قال فيه: ” التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان برئيس الوزراء السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال في 7 مايو في المملكة العربية السعودية لتعزيز رؤيتهم المشتركة بشأن شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع الهند والعالم”.

وأشار البيت الأبيض إلى أن سوليفان أجرى لقاءات ثنائية مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان ومستشار الأمن القومي الهندي لبحث “القضايا الثنائية والإقليمية”.

وعن لقائه بولي العهد السعودي، قال البيت الأبيض إن سوليفان “استعرض التقدم الكبير في المحادثات لتعزيز الهدنة التي استمرت 15 شهرًا في اليمن، ورحب بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، وقام بتغطية مجموعة من القضايا الأخرى”، وفقا للبيان.

ووجه مستشار الأمن القومي الأمريكي الشكر لولي العهد السعودي “على الدعم الذي قدمته السعودية للمواطنين الأمريكيين أثناء إجلائهم من السودان”، وفقا للبيان.

لديكم المعلن وبعض غير المعلن، وهذا مجرد نموذج من نماذج الاجتماعات المخابراتية والإستراتيجية الغامضة في هذه الأجواء العصيبة، فلن يعلم منها الرأي العام ولا الصحافة والإعلام إلا أقل القليل، وللأسف نراها بعد ذلك على الأرض في شكل تحديات من كل نوع، يحققون بها مصالحهم الواسعة والضيقة، ولذا علينا التواجد أكثر وأكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى